التمام فالمادة هناك كأنها عين الصورة.
واما الغاية فهي المعنى الذي لأجله تحصل الصورة في المادة وهو الخير الحقيقي مطلقا أو بالإضافة أو الخير المظنون فان كل تحريك يصدر عن فاعل لا بالعرض بل بالذات فإنه يروم به ما هو خير بالقياس إليه فربما كان بالحقيقة سواء كان على الاطلاق أو من بعض الوجوه وربما كان بالظن لا بالحقيقة والواقع.
فصل (12) في تعيين المناسبات بين هذه المبادئ لما علمت أن لمهية واحده قد تكون أنحاء من الوجود وأنحاء من النسب والإضافات.
فاعلم أن الغاية بحسب نحو من الوجود متقدم على الفعل بل على الفاعل بما هو فاعل وبحسب نحو آخر من الوجود متأخر عن الفعل مترتب عليه فالغاية غاية بوجه فاعل بوجه والصورة أيضا فاعل بوجه لتحصيل المادة وعلة صورية بوجه لتحصيل النوع وقد يكون غاية بوجه لانتهاء حركه عن مادة إليها وربما كانت مادة لصورة أخرى من جهة قوتها وامكانها فقد جمع في شئ واحد اقسام العلل بأسرها من غير استيجاب تركيب في الموضوع الا من جهة اجتماع المادة والصورة فان جهة القوة غير جهة الفعلية البتة وان كانت بالقياس إلى أمرين متعددين.
قال الشيخ الفاعل من جهة سبب الغاية وكيف لا وهو الذي يحصل الغاية موجودة والغاية من جهة سبب الفاعل وكيف لا وانما يفعل الفاعل لأجلها والا لما كان يفعل فالغاية تحرك الفاعل إلى أن يكون فاعلا ولهذا إذا سئل لم ترتاض فتقول لأصح فيكون هذا جوابا كما إذا قيل لم صححت فتقول لأني ارتضت ويكون جوابا فالرياضة سبب فأعلى للصحة والصحة سبب غائي للرياضة ثم إذا سئل لم تطلب الصحة فقيل لارتاض لم يكن جوابا صحيحا.