والهيولي لا يقتضي في ذاتها شيئا منها ولا أيضا مما يتأبى عنها فهيولى الجسمين اللذين أحدهما في المشرق والاخر في المغرب لها وحده عقلية تجامع الاثنينية الوضعية ويقبلهما لها نحو وحده تجامع الاثنينية كما أن وحده العشرة تجامع الكثرة والتعدد كما أن لكل من الحركة والزمان ثباتا يجامع التغير والتجدد وانما ذلك لضعف الوحدة فيها وضعف الثبات والوجود فيهما فحصول الهيولى في الجهات المتخالفة والأحياز المتباعدة عبارة عن قبولها الأجسام المتعددة والجسميات المتكثرة الموصوفة بالذات بالوقوع في الإشارة الحسية.
وقبول الأيون والأحياز والجهات بوحدتها الشخصية لا ينافي كثرتها الانفصالية بخلاف وحده الاتصال.
وقد قال بعض الحكماء ان الوحدة قد تكون من لوازم نفى الكثرة وقد يكون من لوازمه نفى الكثرة فهناك نقول يشبه ان يكون وحده الهيولى من قبيل الوحدة بالمعنى الأول فان وحدتها ليست صفه وجودية بل هو مفهوم سلبي من لوازم نفى الكثرة عن ذاتها بذاتها بل هو عين نفى الكثرة الذاتية ووحده الصور الجرمية من قبيل الوحدة بالمعنى الثاني لأنها وحده وجودية قابله للانفصال والتعدد كيف ولو لم تكن وجودية فكيف يزول بورود الانفصال وينعدم عن المادة بحدوث الاتصال فصل (4) في ذكر منهج آخر للفلاسفة لاثبات حقيقة الهيولى ونحو وجودها الذي يخصها اعلم أن الجسم من حيث هو جسم له وجود اتصالي وصوره عينيه وهو لا محاله معنى بالفعل ومن حيث استعداده لقبول الفصل والوصل وغيرهما من الأشياء المفقودة عنه المستعد هو لها كالسواد وحركه والحرارة والصور النوعية المكملة له اللاحقة به فهو بالقوة فيكون في كل جسم من حيث مجرد جسميته جهتا فعل وقوه وحيثيتا وجوب وامكان والشئ من حيث هو بالفعل لا يكون هو من حيث هو بالقوة