الطفرة في حركه والتفكك في الرحى وغيرهما من مجازفات المتأخرين بل الحق في هذا المقام ان يتمسك بما ذكرناه بعد اختيار اتحاد الجنس والفصل جعلا ووجودا لكونهما من الاجزاء المحمولة للحقيقة الموجودة من الفرق بين استمرار ذاته الجنس أو استمراره من حيث هو جزء لمركب محمول عليه.
ا ولا ترى ان انهدام البيت بقي اللبنات بأنفسها قد زال عنها وصف الجزئية للبيت لان الجزئية والجنسية من الصفات الإضافية يكفي لانعدامها انعدام ما أضيفت هي إليه.
فصل (6) في ذكر ما تجشمه بعض المتأخرين من أهل التحقيق لهذا المطلب و سماه برهان خاص الخاص وتحريره بعد التلخيص عن الزوائد هو ان جميع الممكنات لما وجدت عن الموجود الحقيقي والواحد الحق الذي ليست فيه شائبة من الكثرة بوجه من الوجوه.
ومن جمله الموجودات الممكنة هي الممتدات ولا بد لكل معلول ان يناسب علته مناسبة مصححه لصدوره عنها دون غيرها ولايجادها له وتلك المناسبة مفقودة بين الصورة الجسمية والموجود الحقيقي المنزه عن شائبة التركيب وكذا بينها وبين العقول التي لا يمكن فيها فرض جزء دون جزء فلا بد من أن يتحقق بينها وبين واحد من العقول امر له مناسبة بكل واحد منها من حيثية وهو الهيولى إذ هي من جهة كونها غير ممتد بحسب ذاتها يناسب ان يوجد من المبدأ المفارق ومن جهة قبولها للامتداد تصير واسطه لصدور الممتدات عنه.