فصل (17) في أن هذا المذهب أي عدم بقاء صور العناصر في المواليد يشبه ان يكون غير مستحدث لعل القول به كان في الأوائل والذي يدل على هذا ما حكاه الشيخ في الشفاء حيث نقل في الفصل السابق على الفصل الذي تكلم في بطلان القول بعدم بقاء تلك الصور أنه قال المعلم الأول لكن الممتزجات ثابته بالقوة وظاهر هذا الكلام يدل على أن صورها غير موجودة بالفعل بل بالقوة لكن الشيخ أوله بأنه عنى بذلك القوة الفعلية التي هي الصورة أو لم يعن أن تكون موجودة بالقوة التي يعتبر في الانفعالات التي تكون للمادة في ذاتها فان الرجل انما أراد ان يدل على امر يكون لها مع أنها لا تفسد وانما يكون ذلك إذا بقيت لها قوتها التي هي صورتها الذاتية واما القوة بمعنى الاستعداد فإنما يكون مع الفساد والرجوع إلى المادة فإنها لو فسدت أيضا لكانت ثابته أيضا بتلك القوة فان الفاسد هو بالقوة الشئ الذي كان أولا.
ثم شنع على المفسرين بغير ما ذكره في هذا الفصل المذكور قال اما المعلم الأول فقال إن قواها لا يبطل وعنى بها صورها وطبايعها التي هي مبادئ هذه الكمالات الثانية التي إذا زال العائق عنها صدرت عنها الافعال التي لها فحسب هؤلاء انه بمعنى القوة الاستعدادية انتهى.
أقول الحق ان ما فهمه المفسرون وظنوه صحيح مطابق للواقع وموافق لظاهر كلام المعلم الأول وليس ما ذكره الشيخ ما يدل على بطلان تفسيرهم وحملهم كلام الفيلسوف عليه فان كون القوة بمعنى الاستعداد ثابته مع فساد الصورة والتي بمعنى