هوياتها الشخصية.
واما بقائها بحسب المهية والنوع فليس ذلك بقاء بالعدد بل بالمعنى والحد وبالعلم والعقل على أن المهية غير موجودة عندنا ولا مجعولة بالذات بل هي حكاية تابعه للوجود وظل له كما مر.
وقد مر أيضا ان القدم والحدوث انما يراد بهما صفتان للوجود لأنهما متقابلان لا يجتمعان في شئ واحد ولا تقابل بين كون مهية واحده قديمه وحادثه حدا وعددا.
ومن هؤلاء الكبراء الخمسة اليونانية أفلاطن الإلهي المعروف بالتوحيد والحكمة حكى عنه قوم ممن شاهدوه وتلمذوا له مثل أرسطاطاليس وثافرطيس وطيماوس أنه قال إن للعالم صانعا مبدعا محدثا أزليا واجبا بذاته عالما بجميع معلوماته على نعت الأسباب الكلية كان في الأزل ولم يكن في الوجود رسم ولا طلل الأمثال عند الباري كما نقلناه.
ويحكى عنه أيضا انه ادرج الزمان في المبادئ وهو الدهر وأثبت لكل موجود شخصا في عالم الاله فسميت تلك الأشخاص بالمثل الإلهية والمبادئ الأول والمثل عنده بسائط مبسوطات والأشخاص مركبات والانسان المركب المحسوس جزئي ذلك الانسان المبسوط المعقول وكذلك جميع الصور المحسوسة المادية ولهذا قال الموجودات في هذا العالم آثار الموجودات في ذلك العالم ولا بد لكل اثر من مؤثر يشابهه نوعا من المشابهة.
أقول ونحن قد أحيينا بعون الله تعالى رسمه في القول بهذه المثل وأحكمنا برهانه وقومنا بنيانه وشيدنا أركانه وسهلنا سبيله وأبطلنا النقوض عليه والتشنيعات التي ذكرها على مذهبه كل من اتى بعده إلى وقتنا هذا تقربا إلى الله وتشوقا إلى دار كرامته ومحل أنواره.
قال وانما كانت هذه الصور موجودة كليه دائمه باقيه لان كل مبدع ظهرت