ضعيف كما لا يخفى.
لان الغرض منه تعريف الجوهر الفرد لا ضبط أنحاء القسمة وقد ظهر من نفى الأنواع المتباعدة في معنى واحد عن الشئ نفى النوع المتوسط عن ذلك الشئ وكذا قولهم انا نقطع بان الجسم الذي بعضه تسخن أو وقع عليه الضوء أو لاقى ببعضه جسما آخر لم يحصل فيه الانفصال بالفعل ولم يصر جسمين ثم إذا زال ذلك التسخن أو الضوء أو الملاقاة عاد جسما واحدا.
وكذا قولهم لو كان كذلك يصير المسافة أقساما بلا نهاية في الخارج بحسب موافاة المتحرك حدودها ثم تعود في ذاتها متصلة واحده في نفسها عند انقطاع حركه فان ترويج سلب الوقوع في الخارج عن التي باختلاف عرضين قارين بانضمامها مع التي صح فيها ذلك السلب نوع من التدليس والمغالطة فانا قاطعون بان محل السواد من الجسم غير محل البياض منه وان ارتفع الوهم والفرض وخصوصا إذا انغمرا في باطنه وبان السطح الأسود غير السطح الأبيض وبان الماء الحار غير الماء البارد.
ثم من الذي قال إن موافاة المتحرك للمسافة متعددة ليلزم تعدد المسافة بوجه فضلا عن عدم تناهى العدد.
ومن الذي قال إن للمسافة المتصلة حدودا في الواقع وهل هذا الا من أغاليط المتأخرين ان الموجود من حركه في كل وقت جزء غير منقسم وسنعطف اشراق العرفان على تحقيق حقيقة حركه والزمان بوجه لم يبق لاحد مجال هذا الهذيان حسب ما وعدناه إن شاء الله تعالى ومما يؤكد تصريح الشيخ في منطق الشفا بأنه انفصال بالفعل.
وما ذكر أيضا في شرح الإشارات من أن الانفصال بحسب اختلاف العرضين انفصال في الخارج من غير تأد إلى الافتراق ينور ما قررناه فمعنى كلامه ان كل متحيز مما يوجد أو يفرض فيه طرفان بأحد أسباب القسمة يتميز كل واحد منهما عن