عنه فعل خاص والنمو والاغتذاء وطلب ما يتحلل يختص بهذا الجسم فإنه ليس لكل واحد من اخلاطه واجزائه العنصرية نمو ولا تحلل ولا اغتذاء كما ليس لكل واحد من اجزاء العين ابصار بل الابصار للعين بما هو عين والنمو للبدن بما هو بدن.
فتبين ان للحيوانات والنباتات خصوصية أجسام ليست لكل واحد من اجزائها فوجود الاجزاء فيها اذن بالقوة لان كل ما يكون وحدته بالفعل فالاجزاء فيه بالقوة انتهى كلامه.
ثم قال الفاضل الدواني ان ما نقله في معرض الاستدلال من كلام الشيخ في الحكمة العلائية لا يدل على مطلوبه لجواز ان يكون مراده من اتحاد الهيولى والصورة بالذات اتحادهما من حيث كونهما جنسا وفصلا لا من حيث كونهما هيولي وصوره بل نقول مراده من اتحادهما بالذات ان الوحدة العارضة لهما بالتركيب وحده حقيقية لا وحده اعتبارية كوحدة العسكر والعشرة ولذلك ما يتألف منهما ذات واحده.
وكذلك ما نقل عن الإشارات وشرحه فان معناه ان الهيولى إذا تحصلت بحلول الصورة المائية مثلا صارت ماء بالعرض كما أن الجسم إذا حل فيه السواد صار اسود بالعرض فالاتحاد الذي هيهنا كالاتحاد بين العرضيات وموضوعاتها هو اتحاد عرضي ولا ينافي ذلك أن يحصل منهما ثالث كما في العرضيات ومعروضاتها انتهى.
أقول اما الذي ذكره أولا ان الاتحاد بين الهيولى والصورة انما هو من جهة كونهما جنسا وفصلا فهو في الحقيقة اعتراف بالمقصود فانا لا ندعي ان الهيولى بحسب أي وجود لها تكون متحدة بالصورة بل ندعي ان لها نحوا من الوجود بحسبه يكون عين الصورة وذلك الوجود هو بعينه وجود الصورة في الخارج وللصورة وجود آخر في العقل مجردا عن المادة.
واما الذي ذكره ثانيا من أن الوحدة العارضة لهما بالتركيب وحده حقيقية لا اعتبارية في غاية الرداءة فان كون الوحدة حقيقية في شئ عبارة عن كون ذلك الشئ بوجوده الذاتي عين أشياء كثيره فيكون وحدتهما وحده بالفعل وكثرتهما