بالقوة وهذا هو المطلوب بعينه لنا من كون الصورة لذاتها مصداقا لحمل معنى المادة عليها.
واما الذي ذكره ثالثا فهو أيضا باطل سخيف من وجهين أحدهما انه ينافي ما اعترف به سابقا من أن الوحدة العارضة لهما حقيقية لأنها متى كانت الوحدة بين شيئين حقيقية كان الاتحاد بينهما بالذات لا بالعرض لان ما بالعرض هو ما بالمجاز عند المحققين كما اعترف به هذا الحبر المدقق والفرق بين الصورة والعرض في ذلك مما لا يخفى على أهل التحقيق.
وكيف يذهب على أهل البصيرة ان يقول إن الاتحاد بين الجسم المطلق والماء اتحاد بالعرض والماء ماء بصورته ويقول الاتحاد بين الجنس والفصل اتحاد بالعرض كيف والجنس والفصل موجودان بوجود واحد فكذلك المادة والصورة إذا اخذتا مطلقتين ولعل منشأ هذا الوهم لبعضهم انهم لما سمعوا قول الحكماء بان الجنس عرض عام لفصله والفصل خاصه للجنس ولم يفرقوا بين عوارض المهية وعوارض الوجود فزعموا أن العارضية والمعروضية بينهما في الوجود وذلك باطل فان وجود الفصل بعينه وجود الجنس الذي يحصله وانما الفرق بينهما بحسب الحد والمفهوم بمعنى ان مفهوم أحدهما غير مفهوم الاخر فمفهوم الناطق مثلا خارج عن المفهوم من الحيوان وكذا العكس مع أن وجود الناطق بعينه وجود الحيوان.
ثم قال واما ما نقل ان الشيخ عرف الصورة بأنها مهية الشئ حيث وصف صوره الجسم بان الجسم هو بها هو هو فمراده ان حصول الجسم بالفعل بسبب الصورة فالباء في قوله هو بها للسببية.
واما الباء في تعريف المهية بما به الشئ هو هو فالمراد بها نفى السببية إذ الانسان مثلا لا يصير بسبب مهيته انسانا ثم ما توهمه من أنه على تقدير اتحادهما في الوجود يصح تعريف صوره الجسم بمهيته غير مسلم كما لا يجوز تعريف الفصل بمهية الشئ ولو صح ذلك نظرا إلى اتحادهما في الوجود لجاز تعريف الهيولى أيضا بها