وقد علمت أن المادة لا يحتمل صورتين معا فضلا عن الصور الغير المتناهية إذ لا اجتماع لها في الوجود بل لا تعدد كما في الاتصاليات التدريجية من الصور الفلكية وغيرها ولا قوة الخيال مما يمكن له تصور المقدار الغير المتناهي ولا العدد الغير المتناهي ونسبه البقاء والاستمرار للأنواع انما هي من جهة وجودها العقلي وهو صوره علم الله تعالى.
واما قوله الثاني فليس مراده ان العنصر أي الهيولى امر متحصل مستمر الوجود بالعدد لان الهيولى كما مر امر بالقوة ولا تحصل لها في الخارج الا بالصور المتعاقبة وان لها وحده جنسية مستمرة ولها وحدات متجددة متصرمة حسب تجدد الصور وتصرمها وليس في عالم الطبيعة موجود قديم بالهوية الوجودية لا من الصور ولا من المواد كما علمت مرارا.
ويحكى عنه أيضا في سؤاله عن طيماوس ما الشئ الذي لا حدوث له وما الشئ الحادث وليس بباق وما الشئ الموجود بالفعل وهو ابدا بحال واحد وانما يعنى بالأول وجود الباري جل اسمه وبالثاني وجود الأكوان الزمانية التي لا تثبت على حاله واحده و بالثالث وجود المبادئ العقلية والصور الإلهية والأضواء الجبروتية والعلوم القضائية التي لا تتغير.
وحكى من أسؤلته أيضا ما الشئ الكائن ولا وجود له وما الشئ الموجود و لا كون له يعنى بالأول الزمان والزمانيات المتجددة الأكوان لأنه لم يؤهلهما اسم الوجود.
وقد علمت أنها ضعيفه الوجود مشوبة الوجود بالعدم ويعني بالثاني الصور المفارقة التي هي فوق الزمان وحركه والطبيعة وحق لها اسم الوجود لكونها باقيه عند الله.
وقد حكى أرسطاطاليس في مقاله الألف الكبرى من كتاب ما بعد الطبيعة ان أفلاطن كان يختلف في حداثته إلى أفراطويس فكتب عنده ما روى عنه ان جميع