العالم وارتباطه بالمبدع الحق من غير تغير لا في ذاته ولا في ارادته واضافته.
تفسير وتذكره ان في كلامه إشارات لطيفه وتحقيقات شريفة لعلها تخفى على بعض الناضرين وتفتقر إلى التبيين فنريد ان نشرحها توضيحا للمرام فقوله فليس كون أحدهما من صاحبه إشارة إلى أن الصور السابقة ليست علة للاحقة من حيث شخصيتها لأن علة القوام والوجود لا بد وان لا ينفك عن وجود ما يتقوم به فكل ما يكون متقدما بالزمان على شئ فلا يكون علة مقومه له.
وقوله وإذا دثر معنى وجب ان يكون له بدو لان الدثور غاية اثبات لمعنى الحدوث والمسبوقية بالعدم من جهة دثور الشئ وانتهائه إلى الغاية وتنبيه على أن بدو الشئ على نحو غايته فما كان غايته العدم كان بدؤه أيضا العدم مثله.
ولك ان تقول كيف يكون عدم الشئ غاية له.
قلنا الاعدام غايات بالعرض كما انها مبادئ كذلك بمعنى انه إذا انتهى الشئ إلى غاية ذاتية هي كماله فلا يبقى هويته الناقصة وكذا القياس في عدمه السابق وقوله ان المكون حادث لا من شئ إشارة إلى التميز بين ما منه الشئ وما به الشئ ولا يمكن ان يكون إحديهما هو الاخر بعينه لان ما منه الشئ يجب ان يفارقه الشئ وما به الشئ يجب ان يجامعه لان الأول سبب زماني معد والاخر سبب ذاتي مقوم فكل حادث يجب ان يكون حدوثه بشئ لا من شئ فقط الا بمعنى التعاقب الزماني.
لان الذي يتوهم انه منه حدث غير الذي به حدث لان ذلك قد بطل عند حدوثه بخلاف هذا فكيف يكون الباطل سببا محصلا للشئ فكل حادث يفتقر إلى موجد لا يكون تحت زمان ولأن كل زماني لا يوجد الا شيئا فشيئا وكما أنه يوجد شيئا فشيئا فهو ابدا لا يخلو عن ما بالقوة وما بالقوة لا يكون سببا لاخراج الشئ من القوة إلى الفعل.