الأشياء المحسوسة فاسده وان العلم لا يحيط بها ثم اختلف بعده إلى سقراط وكان مذهبه طلب الحدود من دون النظر (1) في طبائع المحسوسات وغيرها فظن أن نظر سقراط في غير الأشياء المحسوسة لان الحدود ليست للمحسوسات ولا يتناولها لأنها انما تقع على أشياء دائمه كليه.
فعند ذلك ما سمى أفلاطون الأشياء الكلية صورا لأنها واحده ورأى أن الوجود في المحسوسات لا يكون الا بمشاركة الصور إذا كانت الصور رسوما وخيالات لها متقدمة عليها.
أقول قوله ان جميع الأشياء المحسوسة فاسده شامل للأثيريات والعنصريات فكان مذهبه حدوث الأفلاك وما تحتها جميعا والمراد من الأشياء الكلية في قوله ان لم يكن من سهو الناسخ بدل الجزئية هو المعاني والمهيات الكلية للمحسوسات وغيرها إذ لا صوره لها من حيث هي هي والضمير في لأنها راجع إلى الصورة.
معناه ان أفلاطن لم يعتقد لها وجودا خاصا ولا هويه عددية حتى يلزم من استمرار صدق الحدود على المحسوسات قدم شئ من العالم لما مر ان المعاني الكلية لا يتحقق في الخارج الا بتبعية الأشخاص وليست لها وحده عددية مستمرة فيما يتجدد أشخاصها وقوله لا يكون الا بمشاركة الصور أراد بها الصور العقلية التي تكون للمحسوسات في عالم المفارقات عنى به ان قوام هذه الحسيات بتلك الصور المفارقة لأنها فاعلها وغايتها لا المفهومات الكلية الذهنية التي لا وجود لها بالذات.
حكاية فيها دراية اعلم أن الشيخ أبا الحسن العامري حكى في كتابه المعروف بالأمد على الأبد