متجدد الكون والحدوث شيئا فشيئا فلا يوجد منه شئ الا وينعدم كالحركة حيث لا بقاء لها أصلا واما العقل وكذا النفس بوجهها المرسل الذي يلي العقل فهما باقيان ببقاء الله لأنهما مطموسان تحت طوارق الجبروت.
واما جهة النفس المقيدة التي تلي الطبع فهي أيضا داثرة فانية ومن هؤلاء السادات العظام والآباء الكرام سقراط الحكيم العارف الزاهد من أهل اثنية كان قد اقتبس الحكمة من فيثاغورس وارسلاوس واقتصر من أصنافها على الإلهيات والخلقيات واشتغل بالزهد ورياضة النفس وتهذيب الأخلاق وأعرض عن ملاذ الدنيا واعتزل إلى الجبل وأقام في غار به ونهى الرؤساء الذين كانوا في زمانه عن الشرك وعباده الأوثان فثوروا عليه الغاغة وألجأوا ملكهم إلى قتله فحبسه الملك وسقاه السم و قصته معروفه.
ومن جمله اعتقاداته ان علمه تعالى وحكمته وجوده وقدرته بلا نهاية ولا يبلغ العقل ان يصفها ولو وصفها لكانت متناهية فالزم عليك ان يقول إنها بلا نهاية ولا غاية وقد ترى الموجودات متناهية.
فيقال انما تناهيها بحسب احتمال القوابل لا بحسب القدرة والحكمة والجود ولما كانت المادة لا تحتمل صورا بلا نهاية فتناهت الصور لا من جهة بخل في الواهب بل لقصور في المادة وعن هذا اقتضت الحكمة الإلهية انها وان تناهت ذاتا وصوره وحيزا ومكانا الا انها لا تتناهى زمانا في آخره الا من نحو أولها وان لم يتصور بقاء الشخص فاقتضت الحكمة بقاء النوع باستبقاء الشخص وذلك بتجدد أمثالها استحفظ الشخص ببقاء النوع ويستبقى النوع ببقاء الأشخاص ولا يبلغ القدرة إلى حد النهاية ولا الحكمة وقفت إلى غاية انتهى كلامه.
أقول إن كلامه دال على حدوث كل شخص جسماني من أشخاص هذا العالم لان جميعها مادية متناهية القوة والعلة وهي عدم احتمال المادة الديمومة الشخصية مشتركة في الفلكيات والعنصريات فجميعها قابل للزوال والدثور من حيث