صورته في حد الابداع فكانت صورته في علم الأول والصور عنده بلا نهاية ولو لم يكن الصور عنده أزلية في علمه لم يكن ليبقى ولو لم تكن دائمه بدوامه لكانت تدثر بدثور الهيولى ولو كانت تدثر مع دثور الهيولى لما كانت رجاء ولا خوف ولكن لما صارت الصور الحسية على رجاء وخوف استدل به على بقائها وانما يبقى إذا كانت صوره عقلية في ذلك العالم ترجو اللحوق بها وتخاف التخلف عنها.
قال وإذا اتفقت العقلاء على أن هيهنا في الوجود حسا ومحسوسا وعقلا و معقولا وشاهدنا بالحس جميع المحسوسات وهي محدودة محصورة بالزمان والمكان فيكون مثل عقلية انتهى.
أقول قد أفادت كلماته الشريفة النورية أصولا حكمية حقه لطيفه.
منها حدوث العالم الحسى بجميع صوره واعراضه على وجه البرهان إذ قد صرح بان كل صوره متعلقه بالهيولى فإنها تدثر بدثور الهيولى وذلك لان الهيولى شانها الدثور والعدم وان الصور شانها التجدد والحدوث شيئا بعد شئ ولهذا ادرج الزمان في المبادئ كما حكى عنه.
وهذا كما ادرج بعضهم العدم في المبادئ بمعنى ان كل ما هو زماني الوجود كالصور الطبيعية فلا بد وأن يكون عدمه السابق مقوما له مقتضيا لوجوده اللاحق فزوال وجود الصور السابقة مبدء بالذات لوجود الصور اللاحقة ومن جعل من القدماء العدم من المبادئ بالذات كان مراده ما ذكرنا لان كل امر تدريجي الوجود يكون لنقص وجوده يتقوم وجوده بالعدم ويشوب كونه بالفساد وبقائه بالزوال.
ولهذا يتصف وجود كل فرد منه أو جزء بعدم سائر الافراد والاجزاء يستلزم حدوث كل حد فساد سائر الحدود والكل منه يغيب عن الكل ويغيب عنه الكل فالكل عادم لنفسه مسلوب عن نفسه وكذا كل جزء عادم لنفسه مسلوب عنها.
ومنها ان لكل صوره محسوسة صوره معقولة من نوعها وهي صوره ذاتها و مهيتها عند الله وهي المسماة بالمثل الإفلاطونية أعني صور علمه تعالى بالأشياء التي