لها الحرارة بالعفونة وان كانت هذه الأجناس أيضا قد تنقسم بحسب انقسام أنواع كل مادة وذلك بالقول النوعي في الأورام أولى وعادتهم أن يسموا الدموي المحض فلغمونيا والصفراوي المحض جمرة والمركب منهما باسم مركب منهما ويقدمون الأغلب فيقولون مرة فلغموني جمرة ومرة جمرة فلغمونية وإذا جمع سمى خراجا وإذا وقع الخراج في اللحوم الرخوة والمغابن وخلف الاذنين والأرنبة وكان من جنس فاسد وسنذكره في موضعه الجزئي سمى طاعونا وللأورام الحارة ابتداء فيه يندفع الخلط ويظهر الحجم ثم يزيد ويزيد معه الحجم ويتمدد ثم يقف عند غاية الحجم ثم يأخذ في الانحطاط فينضج بتحلل أو قيح ومآل أمره اما تحلل واما جمع مدة واما استحالة إلى الصلابة وأما الأورام الغير الحارة فاما أن تكون من مادة سوداوية أو بلغمية أو مائية أو ريحية والكائنة عن مادة سوداوية ثلاثة أجناس الصلابة والسرطان وأكثرهما حريفية وأجناس الغدد التي منها الخنازير والسلع والفرق بين أجناس الغدد وبين الجنسين الآخرين أن أجناس الغدد تكون مبتدئة عما يحويها مثل الغدد المحضة أو متشبثة بظاهرها فقط مثل الخنازير وأما تلك الاخر فتكون مخالطة مداخلة لجوهر العضو التي هي فيه والفرق بين مسألة السرطان والصلابة أن الصلابة ورم ساكن هاد مبطل للحس أو آيف فيه لا وجع معه والسرطان متحرك متزيد مؤذ له أصول ناشئة في الأعضاء ليس يجب أن يبطل معه الحس الا ان تطول مدته فيميت العضو ويبطل حسه وليس يبعد أن يكون الفصل بين الصلابة والسرطان بعوارض لازمة لا بفصول جوهرية والأورام الصلبة السوداوية تبتدئ في أول كونها صلبة وقد تنتقل إلى الصلابة وخصوصا الدموية وقد يعرض ذلك أيضا في البلغمية أحيانا وتفارق الغدد؟؟ وما أشبههما من تعقد العصب بأن التعقد ألزم لموضعه ومملسه عصبي وإذا مدد بالغمز عاد وإذا تبدد بدواء قوى غير الغمز لم يعدو أكثرها تحدث عن التعب وتبطل بالمثقلات من الأسرب ونحوه وأما جنس الأورام البلغمية فينقسم إلى نوعين الورم الرخو والسلع اللينة ويتفاصلان بأن السلع متميزة في غلف والورم الرخو مخالط غير متميز وأكثر أورام الشتاء بلغمية حتى الحارة منها تكون بيض الألوان واعلم أن الأورام البلغمية تختلف بحسب غلظ البلغم ورخاوته ورقته حتى تشبه تارة السوداوية وتارة الريحية وكثيرا ما ينزل البلغم الرقيق في النوازل في خال ليف الأعصاب حتى يبلغ إلى مثل عضلات الحنجرة السفلى منها فما دونها وأما الأورام المائية فهي كالاستسقاء والقيلة المائية والورم الذي يعرض في القحف من المائية وما يشبه ذلك وأما الأورام الريحية فهي أيضا تتنوع إلى نوعين أحدهما التهيج والآخر النفخة والفرق بين التهيج والنفخة من وجهين أحدهما القوام والثاني المخالطة وبيان هذا أن الريح في التهيج مخالطة لجوهر العضو وفي النفخة مجتمعة متمددة غير مخالطة للعضو وان التهيج يستلينه الحس والنفخة تقاوم المدافع مقاومة كثيرة أو قليلة والبثور أيضا على عدد الأورام فمنها دموية كالجدري وصفراوية محضة كالشرى الصفراوي والجاورسية ومختلطة كالحصبة والنملة والمسامير والجرب والثآليل وغير ذلك وقد تكون مائية كالنفاطات وريحية كالنفاخات وأنت تجد ذلك في الكتاب الرابع تفصيلا لأحوال الأورام والبثور يليق بذلك الموضع
(٧٧)