(مديان) ويغنموهم. ولم يبق من ذلك الجيل إلا موسى. ويوشع. وكالب.
أنظر اقلا عد 26: 64 و 65 وقد جاء في التوراة أيضا أن موسى في أواخر السنة الأربعين بعد سبي مديان خاطب بني إسرائيل الموجودين بشؤون آبائهم وقال لهم (وكلمتكم في ذلك اليوم) أي في حوريب (فأجبتموني وقلتم) تث 1: 9 و 14 (فكلمكم الرب من وسط النار وأنتم سامعون صوت كلام - وأخبركم بعهده - لم تروا صورة ما يوم كلمكم في حوريب) (تث 4: 12 - 16) وانظر أيضا (تث 5: 23 - 28)، كما جاء نحو ذلك عن خطاب المسيح لمعاصريه من الكتبة والفريسيين (مت 23: 35).
(تتمة) واعترض المتعرب في هذا المقام على امتنان الله على بني إسرائيل بشأن أمره لهم بذبح البقرة مع تمردهم في مراجعة السؤال عن المسارعة إلى الامتثال بمقتضى إطلاق اللفظ (البقرة 63 - 67) وعلى امتنانه جلت آلاؤه على النسق بشأن إحياء المقتول بضربه ببعضها (67 و 68) فقال ذ ص 91 إنه كلام في غاية المعاناه ولا يقدر أحد أن يفهم معناه.
وكان يقترح أن تكون آيات الامتنان الأول حشوا في آيتي الامتنان الثاني توهما منه أو إيهاما بأن القرآن الكريم في صدد أن يذكر قصة البقرة حكاية تاريخية لقوم بسطاء كحكاية بنتي لوط (تك 19، 31 - 38) أو صناعة المسكن وثياب هارون (خر 25 - 40) أو كحكايات الأناجيل الرائجة (مت 4، 1 - 11 ولو 7، 36 - 50 ويو 2، 1 - 11 و 13، 21 - 31) ولم يفهم أن القرآن الكريم إنما هو في مقام الامتنان على بني إسرائيل بتعداد نعم الله عليهم وألطافه بهم على ما هم عليه من الغلظة.
فذكر أولا: منته عليهم في شأن أمره لهم بذبح البقرة ومجاراته بلطفه لهم على جهلهم وتمردهم في تكرير السؤال.
وذكر ثانيا: منته عليهم بفصل القضاء المعجز بإحياء الميت وإخماد الفتنة وفضيحة العادي، ولقد أبهر القرآن الكريم بإعجازه هاهنا ولا بدع، فقدم الامتنان الأول توطئة لبيان الامتنان الثاني على وجهه وخصوصيات حاله، حيث أنه بعد أن ملأ السمع والقلب بحال الامتنان الأول قال في الامتنان الثاني (فقلنا