وقد تركنا في هذا المقام ذكر الهوسات التي جاءت في أمر القيامة في الكتاب المسمى رؤيا يوحنا تكريما لهذا المقام عن مثلها.
× × × وأما شريعة موسى فقد ذكرت التوراة الرائجة في ابتدائها شريعة ذبح الفصح في ليلة الرابع عشر من شهر ابيب وهو نيسان بين العشائين يذبحون لكل بيت شاة، والفقراء يكتفي الجماعة من الجيران حسب أكلهم بشاة ويأكلون الفطير من ليلة الرابع عشر إلى ليلة الحادي والعشرين من نيسان ومن شريعة الفصح أن لا يأكل منه إلا المختون، ولا يخرج من لحمه خارج البيت ولا يكسر عظمه (خر 12).
وذكرت فيما بين المنزل الأول لهم من مصر وبين المنزل الثاني أن الله أمر موسى أن يقدس كل بكر فاتح رحم من الناس والبهائم فإنه لله، ومتى قدموا إلى أرض الموعد يقدمون كل بكر ذكر من نتاج البهائم لله ولكن بكر الحمار يفديه بشاة وإن يفده يكسر عنقه، وكل بكر من الأولاد يفديه، ولم يعين حينئذ فدائه (خر 13).
وفي برية سين في نحو الخامس عشر من أيار أنزل الله عليهم المن وأرسل إليهم السلوى وشرع لهم في المن أن يأخذوا لكل واحد عمرا وهو عشر الأيفة يأخذوه يوما فيوما لا يوم الجمعة فإنهم يأخذون فيه ليوم السبت، والمن كبزر الكزبرة وطعمه كرقاق بعسل (خر 16).
وفي (رفيديم) أشار على موسى حموه (يثرو) وهو شعيب أن يعلم بني إسرائيل الشرائع ويقيم عليهم رؤساء ألوف ومئات وخماسين وعشرات فيقضون للشعب في الدعاوي الصغيرة ويرجعون إلى موسى في الدعاوي الكبيرة لكي تخف عن موسى المشقة التي كان يتحملها بتصديه للقضاء بنفسه في كل الدعاوي ففعل موسى كل ما قال حموه (خر 18).
وهذا يقتضي أن يكون حمو موسى نبيا قد بلغ موسى بهذا الأمر عن الله وإلا فحاشا لموسى أن يسلط الناس على وظيفة القضاء وفصل الخصومات بدون