رأينا رأينا) وإذا كان مستحيلا فكيف خضع لقبوله إذا قام عليه دليل محسوس. ومن ذا الذي حصر الدلالة على الحقائق بالدليل المحسوس.
هذا الدليل المحسوس هل يجب أن يكون محسوسا لك في وقت صفاء خيالك من افتراضات آرائك ونزعاتك؟
من أين لنا صفاء خيالك وهدو أهوائك؟ وستذكر إن شاء الله شيئا من دلائل الوجدان والمشاهدات على أن النفس جرهر خاص هو علة تلك الأفعال.
رمزي: وظيفة النفس إنما هي إعطاء الحياة وأعني بالحياة الشعور بالوجود والحركة ولما كانت ماهيتها في الجسد من الأمور المعنوية التي لا يعبر عنها بالكلام فيمكننا أن نعبر عنها بظواهر فعلها وتأثيرها ولذا يصح لنا أن نقول إن ماهية النفس في الجسد إنما هي الحرارة المنتشرة فيه تلك الحرارة التي تدفع كل عضو من الأعضاء إلى مباشرة الوظيفة التي خصصتها لها القوة المكونة.
جعلت الحرارة من فعل النفس مستندا إلى ما يحل بالجسم من البرودة والإثلاج عند مغادرتها إياه. هذا لو صح أن تكون برودة الجسم ناشئة من مغادرة النفس ولكن هلا يمكن أن تكون مغادرة النفس حاصلة من وقوف حركة الدم وبرودة الجسم أي أن تكون برودة الجسم سببا لمغادرة النفس لا نتيجتها.
عمانوئيل: من الجدير أن لا أورد على السامع ضجرا بتكرار هذا الكلام لبيان ما فيه لولا أنه مطبوع بمساعدة جمعية ومؤلف من تفلسفات متنوعة. ماذا تقول إذا قال أحد رصفائك في أدبك.
ليس كما قلت بل الذي ينبغي أن يعني بالحياة هو الشعور بالمعقولات والأميال والإرادات.
أو قال آخر لا ينبغي أن يعني بالحياة إلا شعور الجسد بلذاته