الجسمانية. هل يسعك إلا أن تقول: إن النفس التي كانت تريد المشي وتحرك له الأعضاء هي موجودة ولكن فساد الآلة أوقف أعمالها الآلية.
الرجل العالم المهذب تمر عليه وهو ساكت فلا تدري ما لنفسه الكريمة من العلوم والإدراكات والملكات الراقية فهل يسوغ لك أن تقول ليس له علم ولا ملكة؟ ألست تدري بأن خصائص النفس لا تظهر للحس إلا إذا ظهرت مظاهرها على الجسد وكان الجسد صالحا لأن تظهر عليه ولم يعرض عليه ما يحجبه عن النفس وتأثيراتها فإذا خرج الجسد عن هذه الصلاحية لم يصح لذي شعور أن يقول: إن جميع خصائص النفس إنما هي خصائص جسدية وإن النفس بنت المادة.
رمزي: لو كانت النفس عنصرا مستقلا هو علة الاحساس والحياة لأخلد الانسان ولم يمت وماذا يهمها صلاح الجسد وفساده لو كانت مستقلة بمزيتها.
عمانوئيل: لو كان أمر النفس بيدها وهي حرة في اختيارها لما كان لك عليها السؤال فيما يهمها ولا يهمها.
هي وما تشاء في اختيار من تقترن به في الارتباط ومن ذا الذي يمنعها من أن تشترط في تعليلها للحياة سلامة الجسد وأهليته أم هل كنت ضامنا أن لا تغلبها علة الموت فتطردها عن قرينها وتبطل تعليلها لحياته؟.
وأما إذا كانت مخلوقة قد قدر تعليلها لحياة بتقدير إلهي فما أنت وهذا السؤال.
بل ما أنت وهذا السؤال. لو كان تعليلها للحياة محدودا بحد طبيعي. وماذا يمنع من أن تكون لها مزية تستقل بها ومزية آلية تدور حول صلاح الجسد.