تشبيه النفس ومعارضته رمزي: وتقريبا للأذهان يمكننا أن نشبه ماهية النفس في الجسم بالبخار فإن هيئة الماكينة بمجموعها لا تفترق بشئ عن الأجسام الحيوانية فالبخار نفس للماكينة إذا حصرته فيها وتضحى جسما مائتا إذا انفصلت عنه فالبخار حياة في الماكينة وهو عدم لا قائمة له بذاته إذا انفصل عنها.
عمانوئيل: لماذا تسافل أمر البحث في ماهية النفس إلى مثل هذه التشبيهات؟
تجاري فكرك وننبهك على أن حياة الماكينة بالبخار إنما هي بتحريك المدك من تبادل حركته في الأسطوانة ومن ذلك تسري الحياة والتحريك إلى باقي الأجزاء ويغادر الأسطوانة معمل الحياة ويجري في مجاريه وهو بخار على كيانه يعمل أعمال البخار إلى أن يصل إلى الفضاء ثم يتحلل بتأثره بالعوامل فلتكن النفس كذلك تغادر الجسد وهي باقية على كيانها ومن أين لك أنها بعد ذلك ينحل كيانها بتأثير العوامل ولو قلت ذلك من فتاويك المجردة لكان غير ما تتفلسف به.
لماذا لا تشبه النفس بمدير الماكينة الذي يضرم نارها ويزن بخارها وينظم أعمالها ويصلح أجزاءها ويستخدمها بشعوره لأمياله وأغراضه وبمدير السيارة ومدير السفينة الشراعية. ومدير المركب البخاري.
وبالحائك بآلة الحياكة اليدوية. فإن كان واحد من هؤلاء يستخدم بإرادته وش -؟ آلة أعماله الآلية من هذه المذكورات ثم إذا فسدت أجزاؤها بفساد لم يكن إصلاحه من وظائفه فإنه يغادرها وهو باق على كيانه وإدراكه وأعماله التي لا ترتبط بهذه الآلة.
وإنك تجد هؤلاء المديرين المذكورين مع اتحادهم بالنوع الانساني يختلفون في الشعور والعلم والمدارك ويكفي بعضهم من الادراك والعلم ما لا يكفي الآخر ولكل منهم بحسب آلته عمل لا يقدر عليه الآخر ولا