ونرى هذه الكتب أو كما يقولون ذلك الوحي الإلهي قد كثر فيه أنه ينسب الشرك والقول بتعدد الآلهة والأرباب وكبائر الفسق والفجور والظلم والكذب في التبليغ ينسب هذه الأمور إلى من يقول ذلك الوحي أنهم رسل الله أو أنبيائه الصالحون الذي يوحي الله إليهم ويجعل لهم الإمامة في الدين والمقام الكبير في هداية البشر وتهذيبهم. فكيف يجتمع هذا كله في المعقول وكيف يجتمع مع ما تقوله في صفات النبي والرسول من الحجة وتذكره عن قرآنكم من البيان المشير إلى وجه الحجة.
وقد دلنا على ذلك تحريرات الكاتبين منكم في هذا القرن وراجعنا مصادر ذلك من كتب وحي الإلهيين فرأينا شيئا مدهشا فماذا تقول أنت يا شيخ في ذلك؟
الشيخ: إن الذي تذكره قد جرت فيه المباحثات الدينية وفصلت فيه التحقيقات اللازمة قضاءها. وإن من الكلام ما يتوسع فيه بالعبارة حسبما تحتمله لغته من عموم الموضوع له أو السعة في دائرة استعمال الألفاظ فيها والتفتن في التعبير بمحاسن المجاز والاستعارة. وهذا مما يندحر به بعض الاعتراضات المبتنية على التحكم بالتضييق على التعبير رغما على سعة الألفاظ في مداليلها بحسب أوضاعها أو جريها على محاسن التفنن في الكلام..
ومن الكلام ما لا يمكن إصلاحه حتى بليت ولعل بل هو مخالف للمعقول على خط مستقيم. وهذا القسم إذا صدر في الكتب المنسوبة إلى الوحي الإلهي فإنه ينادي بأنه أجبني عن الوحي وإن الكتاب المشتمل عليه معتد بانتسابه إلى الوحي فليطلب ميلاده البشري وينتسب إلى أبيه الحقيقي ولا يخدش في شرف النبي الذي ينتسب إليه تدليسا بمساعدة الأيام واستغفالها.
ألا وإن الحقائق المعقولة لا تقف أمامها الأسماء المستعارة والانتساب الموهوم بل الحقائق هي التي يكون لها الحكم في ذلك رغما على مكابرة الشهرة الحادثة وتصفيقها وضجة التصويت المتواطئ عليه وقد