المهددة لحياته.
إذا فالحري والأحرى في غاية معاد الانسان وآثاره أن ترتبط بما تقوم به أنانية الانسان.
تلك الأنانية التي تكون آثار المعاد عاقبة لأعمالها.
وأيضا فإن الغاية الكريمة من المعاد تلك الغاية التي تقوم بخلق الانسان مختارا في أعماله لينال الغاية الحميدة في المعاد بابتهاج الأهلية وكرامة الاستحقاق والكمال والطهارة العملية الاختيارية هذه الغاية اقتضت أن يعان نوع الانسان على تحصيلها بترغيب البشرى وزاجر التهديد على أكمل الوجوه التي لا تسلب الاختيار وهل يخفى أن أكمل الترغيب والزجر وأقربه إلى حصولي الغاية هو البشرى والتهديد بما يراه نوع الانسان راجعا إلى ما تقوم به أنانيته التي يعرفها ويرغب في كرامتها ويكره مهانتها وإنك ترى نوع الانسان يرى أنانيته التي يحافظ عليها وعلى كرامتها تقوم بهيكله الحي الذي يفرض تحليله بالتفهم العميق إلى جسم ونفس. فالأحرى بالحكمة واللطف وكمال الصدق أن يرجع صدق الترغيب والزجر ومصداقهما إلى ما تقوم به الأنانية التي يعرفها نوع الانسان.
وأيضا فإن كمال الكرامة (كمال الابتهاج بها إنما يحصلان باجتماع الكرامة المادية الجسمانية والكرامة الروحية ولا ريب أن الأحرى بالرحمة والغاية لخلق الانسان أن تجتمع له سعادة الكرامتين وابتهاجه بهما.
رمزي: إذ قد وصل الكلام إلى ههنا وأن معاد الانسان يكون بهيكله المادي الحي الحاصل من اتحاد الروح بالجسم فبالضرورة تكون احتياجاتنا في المعاد مادية أكل وشرب نحفظ به كياننا وقرار مادي تستقر عليه أجسامنا. وقد قال بعض (1) إنا نضطر إلى أن نحكم بل نجزم بأن جزاء الآخرة لا يمكن أن يكون ماديا وأن الانسان لا يمكن أن يلج باب