لقد كان حق التعليم النبوي الصحيح أن يعلل سعادة اليعازر بأعماله الصالحة وأخلاقه الفاضلة ويعلل عذاب الغني بشقائه في الدنيا وأخلاقه الرذيلة وتمرده على الله.
اليعازر: قد جاء في الأناجيل عن قول المسيح إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله (1).
عمانوئيل: يا سيدي الوالد هل ترى هذا من التعليم المعقول الصحيح، وهل يكون هذا من تعليم المسيح. أليس العيان شاهدا على خلافه.
القس: يا عمانوئيل إن في القرآن مثل هذه العبارة فهل هي واردة في مثل هذا التعليم المردود.
عمانوئيل: يا سيدي الآية الأربعون من سورة الأعراف المكية هكذا (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء.
ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين) وهذا هو الصحيح المعقول في هذا الكلام.
وهذا المورد من القرآن من جملة ما كان يذكره لنا الشيخ وتنبهنا إليه في الجزء الأول من أن القرآن كثيرا ما يشير بالإشارة الجميلة إلى أغلاط العهدين وتصحيحهما.
فإنك ترى القرآن في هذا المقام جرى على رسله في تعليمه الفائق وأورد هذه العبارة في مثله الجمل وسم الخياط فيما يناسبها ولكنه نبه بذلك على أن المعقول الصحيح هو هذا التعليم لا تعليم الأناجيل في الغني.
الدكتور: يا عمانوئيل قد ذكر يوم القيامة في العهدين متكررا. فماذا تحصل لك من بيانهما؟