أوصالكم عن صورة الانسان كيفما أبعدتها عوامل التغيير وجهد ما تتصورون من البعد (وكونوا حجارة) من أي أنواع الحجارة (أو حديدا * أو خلقا مما يكبر في صدوركم) في مقام الترقي في ضرب المثل وبعده عن صورة أجزاء الانسان.
فإنكم تبعثون بحسب الصورة خلقا جديدا ترد به أجزاءكم إلى صورتها الانسانية وتتعلق أرواحكم بها (فسيقولون من يعيدنا قل) يعيدكم القادر على ذلك مهما تغافلتم في مقام الجحود لا أبعد لكم الإشارة إليه هو ذاك (الذي فطركم أول مرة) وبلغ بخلقه لكم إلى ما ترونه من أحوال نوعيتكم وخصائص شخصياتكم فانظروا أقلا إلى فطرتكم الانسانية من بعد ما كنتم نطفة وإلى وجودكم الانساني بعد أن لم تكونوا كذلك. وإن خادعتكم أوهام الأهواء ونظرتكم إلى ما قبل ذلك فمهما تجاهلتم وافترضت أوهامكم القدم لأولكم في المادة فإنكم لا بد لكم من أن تذعنوا بأن مادتكم التي تقلبت بها تغيرات الصور وتصرف بتغييرها عامل التكوين لا بد من أن تكون محدثة مفطورة.
هذه المادة الخاضعة للتغيرات الصور وعوامل التصرف والمقترنة بفقر الامكان لا تكون واجبة الوجود.
إذن فانظروا إلى ما يصل إليه إدراككم من أول فطرتكم وانظروا إلى تصرف القدرة بإبداعه وأعمالها الباهرة في تصويراته فهذا القادر الذي فطركم أول مرة وأراكم من أعمال قدرته في نشؤكم ونشأتكم ما ترونه من العجائب هذا هو الذي يعيدكم...
وقال في الآية الخامسة من سورة الحج (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث) لأجل تفرق أجزاء الانسان بالبلى فتستبعدون إحصائها وجمعها لإحيائها تارة أخرى (فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة) ظهرت عليها بالخلق مخائل أعضاء الانسان (وغير مخلقة) من قبل ذلك.
ومن حكم هذا التقدير والتدرج في الخلق استلفاتكم إلى تصرف