لنستطرد الكلام في شؤون القيامة في العهدين ففي الفصل الخامس عشر من كورنتوش الأولى 42 هكذا قيامة الأموات يزرع في فساد ويقام في عدم فساد 43 يزرع في هوان ويقام في مجد يزرع في ضعف ويقام في قوة 44 يزرع جسما حيوانيا (وفي نسخة نفسيا) ويقام جسما روحانيا.
لكن يا والدي ليس من الممكن أن نجعل لهذا الكلام قيامة وشأنا في بيان هذه الحقائق فإنه يقول بعد هذا الكلام من هذا الفصل بسبعة أعداد (هو ذا سر أقوله لكم لا نرقد) (أي لا نموت) كلنا ولكننا كلنا نتغير 52 في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير فإنه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير) أين يكون قوله في هذا السر الموهوم وقد مات ورقد هو وكل من خاطبه منذ قرون عديدة.
ولئن كان كاتب رسالة كورنتوش هو كاتب رسالة غلاطية فبالحري أن لا يجعل له مقام مع الصادقين ولا مع المؤمنين فكيف نتبع أقواله في هذه الحقائق الغيبية أليس هو القائل في رسالة غلاطية في الفصل الثالث (13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون ملعون كل من علق على خشبة).
ألا تذكر يا والدي ما مر في الجزء الأول صحيفة 84 و 85 من نفرتك من هذا الكلام وما بيناه من الجرأة على قدس المسيح ومن الكذب على التوراة وتحريفها والجهل بمفادها الظاهر: وأما ما ذكر في إنجيل متى وإنجيل لوقا أنهم في القيامة لا يزوجون ولا يزوجون بل يكونون كملائكة في السماء أو كملائكة في السماوات وكذا ما في إنجيل لوقا فإنه يكفي في عدم الالتفات إليه زيادة على ما ذكرته أنت أن نفس الفصول الذي تضمنت هذا الكلام من الأناجيل الثلاثة قد نسبت إلى قدس المسيح تعليمه وحاشاه بشرك تعدد الأرباب مع تحريف المزامير والوقوع في التناقض كما ذكرناه في الجزء الأول صحيفة 73.
وأنظر إلى الجزء الأول من كتاب الهدى صحيفة 197 و 198 ودع عنك ما ذكرنا بعضه في الجزء الأول والثاني وما ذكر في كتاب الهدى مما