المسيح لتلاميذه إنه كان غني متنعم وكان مسكين أسمه اليعازر وهو مبتلى مطروح على باب الغني فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم ومات الغني أيضا فدفن فرفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب ورأى إبراهيم من بعيد واليعازر في حضنه فنادى يا أبي يا إبراهيم ارحمني وأرسل اليعازر ليبل طرف أصبعه بماء ويبرد لساني لأني معذب في هذا اللهيب فقال إبراهيم: إنك استوفيت خيراتك في حياتك واستوفى اليعازر البلايا فهو يتنعم وأنت تتعذب وزيادة على هذا إن بيننا وبينكم هوة لا يقدر أحد أن يجتازها فقال الغني إذن أسألك أن ترسل اليعازر إلى بيت أبي ليشهد لهم وينذرهم لكيلا يبتلوا بهذا العذاب فقال إبراهيم عندهم كتب موسى والأنبياء تكفيهم واعظا ومنذرا فقال الغني إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون فقال إبراهيم إن كانوا لا يسمعون من كتب الأنبياء فلا يصدقون إن قام واحد من الأموات.
اليعازر هذا بيان كبير لعالم جسماني يذكر فيه إصبع. ماء.
لسان. عذاب. لهيب. قيام من الأموات ولكن يا للعجب مثل هذا البيان الكبير المفيد ما هو السبب في أن أغفلته الأناجيل الثلاثة ولم يتعرض له إلا لوقا.
عمانوئيل: يا سيدي الوالد سألت عن السبب في أن الأناجيل الثلاثة لم تذكر هذا البيان المفيد فهو السبب الذي شوه هذا البيان وجعل السبب في عذاب الغني هو كونه استوفى خيراته في الدنيا والسبب في نعيم اليعازر أنه كان مبتلى في الدنيا.
أوليس الصحيح المعقول اللائق بتعليم النبي المرشد هو أن يبين أن السبب في العذاب هو التمرد على الله بفعل الخطايا والسبب في النعيم هو الصلاح وعمل الصالحات.
وكم من فقير مبتلى قضى حياته بالمأثم والكفر والظلم والأخلاق الردية وأعمال الفساد وسوء الأثر.