في الجسمية مع امتياز بعضها بالحياة والادراك والإرادة ولا بد من أن يكون ما به الامتياز غير ما به الاشتراك فلا يكون ما به الامتياز جسمانيا.
وهذا الاستدلال لا يغني شيئا لأن الامتياز حصل من التركيب الخاص لجسم الحيوان والانسان كما امتاز الحجر بتركيبه الخاص عن بقية الأجسام.
عمانوئيل: ألا تلتفت يا رمزي أولا إلى أن الحجر لا يفقد حجريته التي يمتاز بها ما دامت صورته وتركيبه الخاص باقيين.
وها هو الحيوان ترى صورته وتركيبه على حالهما الأول ولكنه قد عرض مع ذلك عليه فقدانه للحياة والشعور والإرادة. تراه يعرض عليه فقدانه للحياة والشعور والإرادة في حين لم تتغير صورته وتركيبه المختصين به فلو كانت النفس والحياة والشعور والإرادة هي نفس التركيب الخاص أو معلولة له لما زالت حينما هو باق بحاله. وإلى هذا يرجع كلام المتكلمين.
وثانيا: إنك تشاهد دائما أن الحيوان عندما تفارقه النفس والحياة يأخذ تركيبه بالفساد إلى أن يتلاشى.
فلماذا لا تنبهك هذه المشاهدات إلى أن تركيب الحيوان الخاص به إنما هو المعلول للحياة والنفس في نشأته وبقائه وأن النفس والحياة لتركيب الجسد فلا تكون هي ذات الجسد ولا ذات تركيبه ولا ذات مادته ولا ذات صورته. فتتنبه إلى أن هذه العلة هي المائز بين الحيوان وبين الجماد الذي ليس فيه إلا مادته وصورته.
وثالثا: إنا نجد للحيوان تركيبين تركيبا يقارن الحياة والنفس ويناسبها. وتركيبا ثانيا فساديا ينافر الحياة وتدبير النفس إذ ينشأ من فقدهما ويكون هذا التركيب مما يرجع به إلى الجمادية ويشارك به الجماد ويمتاز به عن الأحياء فلا يزال هذا التركيب يتمشى به الفساد إلى ناحية الفناء والتلاشي. فماذا تقول إذا حدثت الحياة وعادة النفس فجأة لهذا