لأبي: ما قال؟ فقال: " كلهم من قريش " (1).
ونقل ابن حنبل في حديث آخر عن مسروق أنه قال: كنا جلوسا عند عبد الله ابن مسعود وهو يقرئنا القرآن، فقال له رجل: هل سألتم رسول الله (صلى الله عليه وآله): كم تملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم، ولقد سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال:
" اثنا عشر، كعدة نقباء بني إسرائيل " (2).
وقد نقل مضمون هذه الأحاديث من طرق متنوعة وبصور متباينة في المصادر الحديثية الموثوقة لأهل السنة. وعلى الرغم من التلاعب الذي حصل لأسباب سياسية - إذ حذفت كلمة " بعدي " من بعضها، واستبدلت كلمة " الأمير " بكلمة " الخليفة " فيها (3)، وارتبط قوام الإسلام في بعضها بخلافة الخلفاء الاثني عشر إلى يوم القيامة (4)، ولم يلحظ هذا الارتباط في بعضها الآخر. وتعلقت مصالح المجتمع الإسلامي بخلافتهم في بعضها الآخر (5)، وبعضها يخلو من هذا التعلق. وفي قسم منها نلاحظ أن ولايتهم هي التي تتكفل بتحقيق السير الطبيعي للأمور في المجتمع الإسلامي (6)، وفي قسم آخر لا نلاحظ ذلك (7).