158، بنص أوضح، قال: (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال النبي صلى الله عليه وسلم من الغد يوم النحر وهو بمنى: نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر. يعني بذلك المحصب، وذلك أن قريشا وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب أو بني المطلب، أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم!). انتهى. ورواه مسلم: 4 / 86، وأحمد: 2 / 322 و 237 و 263 و 353 و 540. وفي رواية البيهقي عن الأوزاعي زيادة: (أن لا يناكحوهم، ولا يكون بينهم شئ، حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم). وفي مجمع الزوائد: 3 / 250: (عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل يوم التروية بيوم: منزلنا غدا إن شاء الله بالخيف الأيمن، حيث استقسم المشركون. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات). انتهى.
لقد أراد صلى الله عليه وآله أن يخلد ذلك المكان في ذاكرة المسلمين والتاريخ، لأن حادثة عظيمة وقعت فيه قبل نحو أربع عشرة سنة من حجة الوداع، وهي حادثة تريد قريش أن تدفنها لينساها الناس.. وكلها عار على قريش، وفخر للنبي صلى الله عليه وآله وبني هاشم.. وصورة عن جهود فراعنة قريش حيث استطاعوا أن يحققوا إجماع قبائلهم، ويقنعوا قبائل كنانة القريبة من الحرم بالتحالف معهم وتنفيذ المقاطعة التامة لبني هاشم!! وقد تضامن بنو هاشم مع النبي صلى الله عليه وآله، وقبلوا أن يحاصروا في شعب أبي طالب، مسلمهم وكافرهم ما عدا أبي لهب، وتحملوا المقاطعة والفقر والأذى والإهانة في سنوات الحصار الخمس أو السبع، ولم يشاركهم في ذلك أحد من المسلمين! حتى فرج الله عنهم بمعجزة!