أيها الناس: ومن كانت له قبلي تبعة فها أنا، ومن كانت له عدة، فليأت فيها علي بن أبي طالب، فإنه ضامن لذلك كله، حتى لا يبقى لأحد علي تباعة). انتهى.
وفي الارشاد للمفيد: 1 / 183: (فلما كان من الغد (يوم الاثنين) حجب الناس عنه وثقل مرضه، وكان أمير المؤمنين لا يفارقه إلا لضرورة، فقام في بعض شؤونه، فأفاق عليه السلام إفاقة فافتقد عليا عليه السلام فقال وأزواجه حوله: ادعوا لي أخي وصاحبي، وعاوده الضعف فأصمت، فقالت عائشة ادعوا له أبا بكر، فدعي فدخل عليه فقعد عند رأسه، فلما فتح عينه نظر إليه أعرض عنه بوجهه، فقام أبو بكر. فقال: ادعوا لي أخي وصاحبي، فقالت حفصة: ادعوا له عمر فدعي، فلما حضر رآه النبي عليه السلام فأعرض عنه بوجهه، فانصرف. ثم قال ادعوا لي أخي وصاحبي! فقالت أم سلمة: ادعوا له عليا فإنه لا يريد غيره، فدعي أمير المؤمنين عليه السلام، فلما دنا منه أومأ إليه فأكب عليه، فناجاه رسول الله صلى الله عليه وآله طويلا، ثم قام فجلس ناحية حتى أغفى رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما أغفى خرج فقال له الناس: يا أبا الحسن ما الذي أوعز إليك؟ فقال: علمني رسول الله ألف باب من العلم فتح لي كل باب ألف باب، ووصاني بما أنا قائم به إن شاء الله.
ثم ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وحضره الموت، فلما قرب خروج نفسه قال له: ضع رأسي يا علي في حجرك، فقد جاء أمر الله عز وجل، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجهني إلى