وقال أبو محمد الفقعسي:
* يلفى بقف سبسب الأعراص * وقال جميل:
وما يبكيك من عرصات دار * تقادم عهدها ودنا بلاها " والعرصتان: كبرى وصغرى بعقيق المدينة "، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
والعراص، " ككتان: السحاب ذو الرعد والبرق "، وقيل: هو الذي اضطرب فيه البرق وأظل من فوق فقرب حتى صار كالسقف، ولا يكون إلا ذا رعد وبرق. وقال اللحياني: هو الذي لا يسكن برقه. قال ذو الرمة يصف ظليما:
يرقد في ظل عراص ويطرده * حفيف نافجة عثنونها حصب يرقد: يسرع في عدوه. وعثنونها: أولها. وحصب: يأتي بالحصباء.
وقيل. العراص من السحاب: " الكثير اللمعان "، عن ابن عباد، قال: وقيل: هو الذي يبرق تارة ويخفى أخرى، وقيل: العراص من السحاب: ما ذهبت به الريح وجاءت. قال ابن السكيت: العراص من " البرق: المضطرب " الشديد الاضطراب والرعد.
قال ابن دريد: " عرص " البرق، " كفرح، يعرص عرصا وعرصا " فهو عرص "، ككتف، " وعرص "، بالفتح، وهو اضطرابه في السحاب، فالبرق عراص، قال: وربما سمي السحاب عراصا، لاضطراب البرق فيه.
والعراص: " الرمح اللدن "، أي لدن المهزة إذا هز اضطرب، قاله أبو عمرو، وأنشد:
من كل أسمر عراص مهزته * كأنه برجا عادية شطن " قال: وكذا السيف ". قال أبو محمد الفقعسي، وقيل لعكاشة الأسدي:
من كل عراص إذا هز اهتزع * مثل قدامى النسر ما مس بضع يقال: سيف عراص، والفعل كالفعل، والمصدر كالمصدر. وقال ابن عباد: رمح عراص للذي (1) إذا هز برق سنانه، من عرص البرق.
وقال أبو زيد: " عرصت السماء "، وفي بعض نسخ الصحاح: السحابة، " تعرص " عرصا: " دام برقها.
وعرص " البعير " وغيره: " اضطرب " برجليه، " كأعرص "، نقله الصاغاني في العباب.
وقال الفراء: " العرص، محركة "، وكذا الأرن: " النشاط ". يقال: عرص الرجل إذا نشط، كاعترص، وترصع. قال حميد بن ثور:
كأنها لمع برق في ذرا قزع * يخفى علينا ويبدو تارة عرصا وقال اللحياني: عرص الرجل: قفز، ونزا، والمعنيان متقاربان. وعرصت الهرة، واعترصت: نشطت، حكاه ثعلب، وأنشد:
إذا اعترصت كاعتراص الهوه * يوشك أن تسقط في أفره الأفره: البلية والشدة.
والعرص أيضا: " تغير رائحة البيت "، وخبثها ونتنها، كذلك رائحة " النبت "، زاده الصاغاني، واقتصر الجوهري على الأول. وبين البيت والنبت جناس (2) ومنهم من خص فقال خبثت " من الندى "، وأظن هذا الذي حمل من زاد النبت.
" والعروص "، كصبور: " الناقة الطيبة الرائحة إذا عرقت "، عن ابن الأعرابي.
وقال ابن عباد: " المعراص: الهلال "، وأنشد:
* وصاحب أبلج كالمعراص * قال: وكأنه من عرص البرق.
" ولحم معرص، كمعظم: ملقى في العرصة ليجف ". قال الشاعر: