والتمشيش: استخراج المخ، كالامتشاش، قال رؤبة:
إليك أشكو شدة المعيش * دهرا تنقى المخ بالتمشيش ومن المجاز: امتش المتغوط وامتشع، إذا استنجى بحجر أو مدر، أي أزال الأذى عن مقعدته بأحدهما، عن ابن الأعرابي، وفي الحديث " لا تمتش (1) بروث ولا بعر ".
وامتش ما في الضرع وامتشع: أخذ جميعه، أي حلب جميع ما فيه، عن ابن عباد.
وامتشت المرأة حليها: أي قطعتها عن لبتها، نقله الصاغاني عن ابن عباد.
والممتش، كمنبر، هكذا في سائر الأصول التي بأيدينا، وهو غلط فاحش، فإنه إذا كان كمنبر فحقه أن يذكر في م ت ش، والصواب كما في التكملة والعباب مجودا مضبوطا: الممتش، على صيغة اسم المفعول والفاعل، من امتش، وأصله الممتشش، من امتشش، هو: اللص الخارب، هكذا نقله الصاغاني وضبطه.
ويقولون: هل انمش لك منه شيء، أي حصل.
والمشمشة: نقع الدواء في الماء حتى يذوب، عن ابن دريد (2).
والمشمشة: الخفة والسرعة، عن ابن دريد.
والمشمش، كزبرج، وهو لغة أهل البصرة ويفتح، عن أبي عبيدة، وهي لغة أهل الكوفة: ثمر، م معروف، وهو الزردالو، بالفارسية وبهما روى قول أبي الغطمش يهجو امرأته:
لها ركب مثل ظلف الغزال * أشد اصفرارا من المشمش قالوا: قلما يوجد شيء أشد تبريدا للمعدة منه، وكذا تلطيخا وإضعافا، كما هو مصرح به في كتب الأطباء. وبعضهم يسمى الإجاص مشمشا، وهم أهل الشام، نقله الليث (3).
قلت: وبعض أهل الشام يقوله بالضم أيضا، فهو إذا مثلث.
ويقال: أطعمه هشا مشا: طيبا، نقله الصاغاني.
ومشاش، بالكسر: اسم، هكذا في سائر النسخ، وفي بعضها مشماش بالكسر، وهكذا قاله ابن دريد، وقال: هو من المشمشة، يعني السرعة والخفة.
* ومما يستدرك عليه:
المش: الحلب باستقصاء، كالامتشاش.
ويقال: امشش مخاطك، أي امسحه، ومش أذنه مشا: مسحها، قالت أخت عمرو:
فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم * فمشوا بآذان النعام المصلم والمش: أن تمسح قدحا بثوبك؛ لتلينه كما يمش الوتر، وهو مجاز.
والمشمشة: المص.
وامتش الثوب: انتزعه، وبه سمي اللص ممتشا.
والمشاش، بالضم: بول النوق الحوامل، وبه فسر قول حسان:
* بضرب كإيزاغ المخاض مشاشه (4) * ورجل هش المشاش: رخو المغمز، وهو ذم، وهو مجاز.
ومشمشوه: تعتموه، عن ابن الأعرابي.
وإنه لكريم المشاش، إذا كان سيدا، وهو مجاز.
وقال الفراء: النشنشة: صوت حركة الدروع، والمشمشة: تفريق القماش.
وقال الزمخشري: وهو في مشاشة قومه، أي (5) خيارهم، وهو مجاز.