من حياة الخليفة عمر بن الخطاب - عبد الرحمن أحمد البكري - الصفحة ٣٤٠
بل نستديمه، وإنها لصائرة إليك بعد أيام. فظننت أنه لا يأتي عليه جمعة حتى يردها علي. فتغافل والله ما ذكرني بعد ذلك حرفا حتى هلك.
ولقد مد في أمدها عاضا على نواجذه (1) حتى حظره الموت، وأيس منها فكان منه ما رأيتما. فاكتما ما قلت لكما عن الناس كافة، وعن بني هاشم خاصة وليكن منكما بحيث أمرتكما.
قوما إذا شئتما على بركة الله. فقمنا ونحن نعجب من قوله. فوالله ما أفشينا سره حتى هلك (2).
عبد الله بن عباس:
1 - قال ابن أبي الحديد:
فأما ما كان يقوله عمرو بن العاص في علي عليه السلام لأهل الشام إن فيه دعابة يريد أن يعيبه بذلك عندهم. فأصل ذلك كلمة قالها عمر فتلقفها منه من تلقفها حتى جعلها أعداؤه، عيبا له، وطعنا عليه.
قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب في كتاب الأمالي:
كان عبد الله بن عباس، عند عمر، فتنفس عمر نفسا عاليا.
قال ابن عباس: حتى ظننت أن أضلاعه قد انفجرت فقلت له:
ما هذا النفس منك يا أمير المؤمنين، ألا هم شديد. قال: أي والله يا

(١) العض بالنواجذ: عض بجميع الفم، وهي أواخر الأسنان. النهاية لابن الأثير:
٣ / ٢٥٢.
(٢) عبد الحميد بن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: ١ / 124 و 125 و 126.
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»
الفهرست