والمناقشة العلمية ذلك الذي يقوم على السب والشتم والطعن في دين الغير (1) مما يحسبونه من أسباب التفوق والغلب. وفى الكتاب غير ذلك أمور كثيرة يجب أن تعرف عن هذا المعهد العتيق تولى بيانها بقلمه السيال عالم الأزهر ومدرهه الشيخ أبو شهبة.
ولخطر هذا الكتاب عند الأزهر وأنه لا يدانيه في المنزلة أي كتاب غيره تراهم قد عنوا به عناية فائقة واهتموا به اهتماما شديدا فطبعوه على نفقه الأزهر الخاصة وهي ليست هينة ولا قليلة وأخرجوا منه عدة آلاف من النسخ وزعت كلها بالمجان على المعاهد الدينية في بلادنا وغير بلادنا وعلى كثير من العلماء والوزراء والكبراء - وكأنهم يباهون العالم كله به!
ولعل الذين اهتموا بهذا الكتاب، وبذلوا ما بذلوا في سبيل إخراجه ظنوا أنهم قد بلغوا به ما يريدون، وأنهم قد أحسنوا الدفاع عن السنة، وأن المغيرين عليها الذين يقصدونهم، قد لاذوا بالفرار، وولوا الادبار! وأن كتابهم قد ظهر على كتابنا ظهور الشمس في رائعة النهار!
إن كان هذا ظنهم فقد أخطأوا خطأ كبيرا، ذلك بأن سنة الله قد مضت بأن الحق لا يدحض بالباطل، وأن نور العلم لا يطفأ بالجهل، وأستغفر الله من أن أصف علم الأزهر بالجهل!!
فكتابي - بحمد الله - الذي قام على دعائم قوية من البراهين الساطعة، والحجج الدامغة، رابض في مكانه كالصخرة العاتية، لا يؤثر فيه ما يظهر من جهالات الجامدين ولا ينال منه ما يبدو من تلفيقات الحشويين - ويعتز أيما اعتزاز، أنه قد أصبح بغير نزاع بين العلماء الفهماء، هو الكتاب الأول والمصدر الوحيد الذي يؤرخ لحياة الحديث المحمدي أصدق تاريخ من لدن روايته، بعد أن نهى النبي عن كتابته، إلى أن خرج إلى الناس مدونا في كتبه، وهذه الحقيقة قد تقررت ورسخت، فإن يكفر بها بعض المعاندين فقد وكل الله