ما بلغ إليه شيوخه في مضمار الثقافة العربية الاسلامية في هذا العصر أجلى بيان، والتي كانوا قد جلبوا لها كاتبا كبيرا مشهورا (1) لكي يرفع من شأنها، ويجذب القراء إليها - هذه المجلة كان الظن بها - بعد كل ذلك - أن تكون هي المجلة الاسلامية الوحيدة بين مشارق الأرض ومغاربها، وأنها ستكون أوسع سائر المجلات بينها انتشارا! ترى ماذا هو شأنها الآن؟
لو أنك اختبرت أمرها وعرفت مكانها بين سائر المجلات العربية والاسلامية التي تصدر في مصر خاصة وفى غيرها من الأقطار عامة لرثيت لها، ولهالك ما تجد من حالها، إذ ترى أنها أقل المجلات رواجا وأنذرها ذيوعا، على رغم رخص ثمنها، ولولا بقية من قراء رئيس تحريرها القدماء في مجلاته لما وجدت لها اليوم بين الناس قارئا، وحسبنا ذلك دليلا على قيمة ما يظهر من الأزهر للناس من كتب أو مطبوعات، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
هذا ولا يفوتنا قبل أن ننتهي من الكلام عن كتاب الأزهر أن نذكر أن الشيخ أبو شهبة هذا كان من أوائل الذين انتقدوا كتابنا (الأضواء) عند ظهوره في سنة 1958 وكان ذلك بمجلة الأزهر وكان يشاركه في هذا النقد محب الدين الخطيب وكان يومئذ رئيسا لتحرير هذه المجلة، ففضحنا علمهما، وأظهرنا للناس جهلهما (2)، هما وغيرهما من الذين انتقدوا معهم كتابنا وذلك في كتاب طبعناه يومئذ ووجهنا الكلام فيه إلى (مشيخة الأزهر) وإلى المراقبة العامة للثقافة الاسلامية بالأزهر، وإلى العلماء والمفكرين ثم وزعناه على كثير من العلماء وقادة الفكر، ومن أجل ذلك تمزق قلب الشيخ غيظا منا، وامتلأ ضغنا علينا وأصبح لا يفتأ يرمينا بين آن وآخر بترهاته في مقالات ينشرها في مختلف المجلات لا ينى في ذلك ولا يفتر! وكنت أعجب لذلك وأخجل ثم أقول: ما وراء