بها علماء أجلاء في جميع الأقطار الاسلامية - ليسوا بها بكافرين. وقد بدا ذلك جليا في أنهم قد قدروا كتابنا حق قدره، ووفوه من جميل التقريظ (1) وحسن الثناء حقه وهذا من توفيق الله وفضله.
أما نحن فسنظل بعون الله وحوله ثابتين في موقفنا لا يزعجنا أي صوت يرتفع بالطعن فينا، مهما كان ناعقه! وإذا كانوا قد توهموا أن كتابهم متى ظهر باسم الأزهر، واكتسب الصفة الرسمية الأزهرية فإن ذلك سيكون مدعاة لان يتزاحم الناس على ورده، ويهيموا شوقا إلى إحرازه، فقد فاتهم أن تقدير الناس لما كان يصدر عن الأزهر من كتب أو مطبوعات، قد ذهبت أيامه، وأن ما كان لشيوخه الكبار من احترام موروث قد تضاءل، ذلك بأن أكثرهم قد هانوا على الناس.
ومر ذلك إلى أن الجيل الجديد قد بلغ درجة من السمو العلمي، والنضج الفكري والعقلي بحث أصبح وهو ينفر من الأوهام ولا يهتم إلا بالحقائق ولا يسعى إلا إلى معرفة العلم النافع، ينبذ كل ما عدا ذلك مهما كان ومهما كان قائله، وآية ذلك ظاهرة لا تحتاج إلى بيان، وهذه الآية تتجلى في مجلة (الأزهر) وهي التي تصور ولا ريب علم الأزهر وأدبه وفكره أصدق تصوير، وتبين