ذلك كله؟ وقد بدا ما أخفاه في نفسه: ذلك أن ضغنه قد انتهى به إلى أن يجمع كل ما سوده قلمه في مدى عشر سنين كاملة مما حسبه نقدا وهو ليس من النقد في شئ، وأن يسوى منه كتابا لم يلبث أن فزع به إلى رؤسائه مهولا لهم في الامر، واستصرخهم بأن يدركوا السنة المحمدية مما يراد بها،، ويكاد لها، وصور لهم كتابنا الأضواء في صورة مخيفة مروعة فاعتراهم الخوف، ورأوا أن يستنصروا علماء الأقطار الاسلامية في أمر هذا الخطر الداهم على السنة، فعرضوا الامر على مجمع البحوث الاسلامية (1) الذي يتألف من مئة عالم من أربعين دولة إسلامية، وبعد أن بحثوا الامر من جميع نواحيه اتفق رأيهم على طبع كتاب الشيخ أبو شهبة على نفقة الأزهر لأنه بزعمهم هو الذي يستطيع أن يدفع عن السنة النبوية غوائل أعدائها الذين انقضوا عليها، وكذلك طبع الكتاب.
أصبح الامر قضية بيننا وبين الأزهر وإني بعد ذلك كله لاستعلن بهذه الصيحة الصريحة وأرسلها تدوي بين جميع الارجاء، أن الأزهر قد وضع كتابه وسماه (دفاع عن السنة) ليدفع به هجمات الطاعنين فيها، وجعف كتابي هو وحده الطاعن في السنة مع المستشرقين والذي يجب محاربته والقضاء عليه.
وإني في تواضع شديد أقول: إن كتابي هذا إنما وضعته في الحقيقة ليكون دفاعا عن الحديث المحمدي مما ناله بفعل أعدائه وأوليائه على السواء، وما بذلت ما بذلت من جهد ونصب سنين طويلة - في سبيل تأليفه إلا من أجل هذه