تطوف به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل ولما أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وآله أن يصدع بما أمر به فقام بأظهار دين الله ودعا الناس إلى الإسلام على رؤوس الأشهاد وذكر آلهة قريش وعابها أعظمت ذلك قريش وأنكروه وأجمعوا على عداوته وخلافه وأرادوا به السوء فقام أبو طالب " ع " بنصرته ومنعه منهم وذب عنه من عاداه وحال بينه وبين كفار قريش محاماة أبى طالب عنه وقيامه دونه وامتناعه من أن يسلمه مشى إليه رجال من أشراف قريش منهم عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وأبو سفيان صخر ابن حرب وأبو البختري بن هشام والأسود بن المطلب والوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاص بن وائل ونبيه ومنبه أبنا الحجاج وأمثالهم من رؤساء قريش فقالوا له يا أبا طالب أن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آراءنا فأما أن تكفه عنا وأما أن تخلى بيننا وبينه فقال لهم أبو طالب قولا رفيقا وردهم ردا جميلا فانصرفوا عنه ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله على ما هو عليه يظهر دين الله ويذعنوا إليه فوقع التضاغن في قلوبهم حتى أكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله بينها وتذامروا فيه وحض بعضهم بعضا عليه فمشوا إلى أبى طالب مرة ثانية فقالوا يا أبا طالب أن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا وإنا والله لا نصبر على شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا فأما أن تكفه عنا أو ننازله وإياك حتى يهلك أحد الفريقين ثم انصرفوا فعظم على أبى طالب فراق قومه وعداوتهم ولم تطب نفسه بإسلام ابن أخيه لهم ولا خذلانه فبعث إليه فقال له يا بن أخي ان قومك قد جاؤوني فقالوا لي كذا وكذا فابق على وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيقه قال فظن رسول الله انه قد بدا لعمه فيه بداء وانه خاذله ومسلمه وانه قد ضعف عن نصرته والقيام دونه فقال يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي علي ان اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك فيه ثم استعبر
(٤٣)