ومن هاب أسباب المنايا ينلنه * ولو نال أسباب السماء بسلم ومن يغترب يحسب عدوا صديقه * ومن لم يكرم نفسه لم يكرم ومهما تكن عند أمرء من خليقة * وان خالها تخفى على الناس تعلم وعن عكرمة بن جرير قال قلت لأبي يا أبه من أشعر الناس قال أعن الجاهلية سألتني أم عن الإسلام قال ما سألتك الا عن الإسلام فإذا قد ذكرت الجاهلية فأخبرني عن أهلها قال زهير أشعر أهلها قلت فالإسلام قال الفرزدق نبعة الشعر قلت فالأخطل قال يجيد مدح الملوك ويصيب وصف الخمرة قلت فما تركت لنفسك قال نحرت الشعر نحرا.
ويروى ان رسول الله صلى الله عليه وآله نظر إلى زهير بن أبي سلمى وله مائة سنة فقال صلى الله عليه وآله: اللهم أعذني من الشيطان فمات. وكان موته قبل البعثة بسنة.
وروى عن ابن عباس انه قال كنت مع عمر بن الخطاب سنة ست عشرة إذ خرج إلى الشام وهي أول خرجة خرجها حتى إذا أتيته فشكا إلى تخلف على صلوات الله عليه عن الخروج معه فصلى صلاة المغرب ثم ثبت حتى صلى العشاء وأوتر فركب وأخذ كل انسان زميله وكنت زميلا له فصار لا يرى شيئا إلا رفع سوطه وقرع به وسط رحله ثم رفع صوته يتغنى بشعر الأسود بن زنيم الدئلي بمدح النبي صلى الله عليه وآله:
ما حملت من ناقة فوق رحلها * أبروا وفى ذمة من محمد حتى أنى على الشعر ثم قال أستغفر الله وسكت هنيئة ثم قرع وسط رحله واندفع يتغنى بشعر أبى طالب " ع ".
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل حتى أتى على الأبيات ثم قال أستغفر الله هيه يا بن عباس ما منع عليا ان يخرج في هذه الغزاة قلت أولم تبعث إليه فجاءك وذكر عذرة لك قال بلى قلت هو ما اعتذر به ثم قال أبوك يا بن عباس عم رسول الله صلى الله عليه وآله قلت نعم قال بخ بخ