وهذا مما يدل على أنه أسن من النابغة الذبياني لأن الذبياني أدرك النعمان ابن المنذر وهو أدرك إياه المنذر ونادمه ومات الذبياني قبله ولم يدرك الإسلام وهو أدرك الإسلام وأسلم وعاش إلى أيام عبد الملك بن مروان.
وقال أبو حاتم السجستاني في كتاب (المعمرين) عاش مأتي سنة، وقال عمر بن شبه مائة وثمانون سنة وأنشد عمر بن الخطاب أبياته التي يقول فيها:
لبست أناسا فأفنيتهم * وأفنيت بعد أناس أناسا ثلاثة أهلين أفنيتهم * وكان الاله هو المستأمما فقال عمر كم لبثت مع كل أهل قال ستين سنة.
وقال ابن قتيبة انه عمر مائتين وعشرين سنة.
قال أبو الفرج وما ذاك بمنكر لأنه قال لعمر انه أفنى ثلاثة قرون كل قرن ستون سنة فهذه مائة وثمانون سنة ثم عمر بعدهم فمكث بعد قتل عمر خلافة عثمان وعلى " ع " ومعاوية ويزيد وقدم على عبد الله بن الزبير فمكث بمكة وقد دعا إلى نفسه وبين هؤلاء وعمر نحو ما ذكر ابن قتيبة بل لا أشك انه بلغ هذا السن وعن الأصمعي انه عاش مائتين وثلاثين سنة.
قال أبو عبيدة كان النابغة ممن فكر في الجاهلية وأنكر الخمر والسكر وهجر الأزلام واجتنب الأوثان وقال في الجاهلية كلمته التي أولها:
الحمد لله لا شريك له * من لم يقلها فنفسه ظلما وكان يذكر دين إبراهيم " ع " والحنيفية ويصوم ويستغفر، ولما بعث للنبي صلى الله عليه وآله وفد عليه، وأنشده قصيدته التي أولها:
خليلي غضا ساعة وتهجرا * ولو ما على ما أحدث الدهر أوزرا فلما وصل إلى قوله:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا * وانا لنرجو فوق ذلك مظهرا غضب النبي صلى الله عليه وآله وقال له أين يا أبا ليلى؟ قال إلى الجنة: قال: أجل