غير مستجس وصال الغواني * بعد ستين حجة وثمان فصن النفس عن طلاب التصابي * وازجر القلب عن سؤال المغاني ان شرخ الشباب بدله شيبا * وضعفا مقلب الأعيان فانفض الكف عن صبا الحميا * وامعن الفكر في اطراح المعاني وبيمن بساعة البين فأجعل * خير فال تناعب الغربان أترجى ما لا رحيبا فاسعاد * سعاد وقد مضى الأطيبان فالأديب الأريب يعرف ما * ضمن طي الكتاب بالعنوان علق الدهر عارضيك بشيب * أنكرت عرفه أنوف الغواني وتحامت حماك نافرة عنك * نفار المهى من السرحان ورد الغائب البغيض إليهن * وولى حبيبهن المداني وأخو الحزم مغرم بحميد * الذكر يوم الندى ويوم الطعان همه المجد واكتساب المعالي * ونوال العافي وفك العاني لا يعير الزمان طرفا ولا يجمل * صبرا بطارق الحدثان وقصيدة طويلة غراء جيدة جدا وفى هذا القدر منها كفاية وقصيدة المعرى أولها:
عللاني فإن بيض الغواني * فنيت والظلام ليس بفاني ان تناسيتما وداد أناس * فاجعلاني من بعض من تذكراني رب ليل كأنه الصبح في الحسن * وان كان أسود الطيلسان قد ركضنا فيه إلى اللهو لما * وقف النجم وقفة الحيران كم أردنا ذاك الزمان بمدح * فشظنا بذم هذا الزمان ومع شهرة ديوانه فلا حاجة إلى اثبات أكثر من هذا وما أحسن قوله فيها:
وعلى الدهر من دماء الشهيدين * على ونجله شاهدان فهما في أواخر الليل فجران * وفى أولياته شفقان