احملاني ان لم يكن لكما * عقر إلى جنب قبره فاعقراني وانضحا من دمى عليه فقد * كان دمى من نداه لو تعلمان قال العماد وتوفى الشريف أبو محمد المذكور سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
قال المؤلف عفا الله عنه ذكرت بهذين البيتين حكاية حكاها ذكره الشيخ أبو الفرح عبد الرحمن بن الجوزي في كتاب (الأذكياء) وهي تنافى كون هذين البيتين للسيد أبى محمد المذكور.
وصورة الحكاية قال بلغني من بعض أصحاب المبرد إنه قال انصرفت من مجلس المبرد فعبرت على خربة فإذا انا بشيخ قد حرج منها وفى يده حجر فهم ان يرميني فتترست بالدفتر فقال لي مرحبا بالشيخ فقلت وبك فقال لي من أين أقبلت قلت من مجلس المبرد فقال البارد ثم قال ما الذي أنشدكم وكان عادته أن يختم مجلسه ببيت أو بيتين ومن الشعر فقلت أنشدنا:
أعار الغيث نائله * إذا ما مائه نفدا وان أسد شكى جبنا * أعار فؤاده الأسدا فقال أخطأ قائل هذا الشعر قلت كيف قال الا تعلم إذا أعار الغيث نائله بقى بلا نائل وإذا أعار الأسد فؤاده بقى بلا فؤاد قال هلا قال مثل هذا وأنشد:
علم الغيث نداه فإذا * ما وعاه علم البأس الأسد فله الغيث مقربا لندى * وله الليث مقر بالجلد فكتبتها عنه وانصرفت ثم مررت به بعد أيام وإذا به قد خرج وبيده حجر فكاد يرميني ثم ضحك وقال مرحبا بالشيخ اتيت من مجلس المبرد فقلت نعم فقال ما الذي أنشدكم فقلت أنشدنا:
ان السماحة والمروة ضمنا * قبرا بمرو على الطريق الواضح فإذا مررت بقبره فاعقر به * كرم الجياد وكل طرف سابح فقال لي أخطأ قائل هذا الشعر قلت كيف قال ويحك لو نحر نجب خراسان