فخدمته وتلقيته باليمين وقلت (أزلفت الجنة للمتقين):
ولو أطاقت من الأعظام تنشره * نواظر العين ما مكنت فيه يدا وان من أعطته المعالي زمامها وأمطته المكارم سنامها وأولته البلاغة صمصامها وجعلته البراعة عصامها ثم اعتام صفاياها اعتياما واحتكم في مزاياها احتكاما فاحر به ان يكون كتابه (المعالي) مقصورا على (حور مقصورات في الخيام) وتبسم ألفاظه عن اللؤلؤ الفرادى والتوائم فهنيئا له منزلته السماء في المجد العميم (فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) وكم كررت ناظري في فصوله عند وصوله فكانت أحسن من ملك أو شباب معاد وأشقى من ملك محاسد ومعاد ووقفت على سلامة نفسه النفيسة نفس الله مددها ووفر من الخير مددها ولا زالت عيون البلاء عنها غافلة وفنون العلماء إليها رافلة وأفنان العواف عليها مائدة وأنواع العوائد إليها عائدة فإنها نفس من عاتق المكارم وألفها كما عانقت لام الكتاب ألفها أما المخطوبة والكريمة المطلوبة فقد وصلت ومثله وان كان لا مثل له مثلها إلى مثلي من المنتمين إلى خدمته والمربوبين بنعمته يهدى فيزف وعن غيره يكف:
فرائد جاوز الشعرى تراقيها * نظم المحاسن عقدا في تراقيها فلو تجسم ما فيهن من حكم * زهر كزهر جلاها صوب ساريها تناهبتها العذراى الحور ناظمة * على النحور عقودا من لأليها لها محاسن ما ان سويت بدلا * إلا وأبدى مساويه مساويها إذ لا مروة إلا وهو ناظما * ولا فتوة إلا وهو بانيها متى نظمت مديحا في مفاخره * تضوعت عنبرا وردا قواليها هذى المهارى حداهن الولاء إلى * دار تعطرت الدنيا أهاليها ولما انصرفت من البصرة في خدمة الركاب العميدي اتفق لي الاستعاد برؤيته ثانية وتدالت أسباب الوصول دانية يكاد يأخذها من قام بالراح فتزودت