الكاتب وغيرهما وذكره الحافظ السمعاني في كتاب (الذيل) وقال اجتمعت معه في دار الوزير أبى القاسم علي بن طرد الزينبي وقت قرائتي عليه الحديث وعلقت عليه شيئا من الشعر في المدرسة ثم مضيت وقرأت عليه جزء من (امالي) أبى العباس ثعلب النحوي وحكى أن أبا القاسم محمود الزمخشري لما قدم بغداد قاصدا للحج في بعض أسفاره مضى إلى زيارة أبى السعادات المذكور فلما اجتمع به ذكر قول المتنبي:
وأستكثر الأخبار قبل لقائه * فلما التقينا صغر الخبر الخبر ثم أنشده بعد ذلك قول محمد بن هاني الأندلسي:
كانت مسائلة الركبان تخبرني * عن جعفر بن فلاح أحسن الخبر حتى التقينا فوالله ما سمعت * أذني بأحسن مما قد رأى بصرى فقال الزمخشري روى عن النبي صلى الله عليه وآله لما قدم عليه زيد الخيل قال يا زيد ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون ما وصف لي غيرك فخرج الحاضرون وهم يعجبون كيف يستشهد الشريف بالشعر والزمخشري بالحديث وهو رجل أعجمي وكان أبو السعادات المذكور نقيب الطالبين بالكرخ وله شعر حسن فمن ذلك قصيدة يمدح بها بعض الوزراء وصدرها:
هذى السديرة والغدير الطافح * فاحفظ فؤادك انني لك ناصح يا سدرة الوادي الذي إن ضله * الساري هداه انشره المتفاوح هل عائد قبل الممات لمغرم * عيش تقضى في ظلالك صالح ما أنصف الرشأ الضنين بنظرة * لما دعى مضى الصبابة طامح شط المزار به وبوئ منزلا * بصميم قلبك فهو دان نازح غصن تعطفه النسيم وفوقه * قمر يحف به ظلام جانح وإذا العيون تساهمته لحاظها * لم يرو منه الناظر المتراوح ولقد مررنا بالعقيق فشاقنا * فيه مراتع للمها ومسارح