ظلنا به نبكي فكم من مضمر * وجدا أذاع هواه دمع سافح محت السنون رسومها فكأنما * تلك العراص المقفرات نواضح يا صاحبي تأملا حييتما * وسقى دياركما الملث الرائح أدمى بدت لعيوننا أم ربربا * أم خردا أكفالهن رواجح أم هذه مقل الصوار رنت لنا * خلل البراقع أم قنا وصفايح لم يبق جارحة وقد واجهننا * إلا وهن لها بهن جوارح كيف ارتجاع القلب من أسر الهوى * ومن الشقاوة ان يراض القارح لو بلة من ماء ضارج شربة * ما أثرت للوجد فيه لواقح ومن هاهنا يحرج إلى المديح، ومن شعره أيضا:
هل الوجد خاف والدموع شهود * وهل مكذب قول الوشاة جحود وحتى متى تفي شؤونك بالبكا * وقد حد حدا للبكاء لبيد وإني وان حفت قناتي كبرة * لذو مرة في النائبات جليد فيه إشارة إلى قول لبيد يخاطب ابنتيه:
إلى الحول ثم أسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر وكان بين الشريف أبى السعادات المذكور وبين أبى محمد الحسن الحريمي الشاعر تنافس جرت العادة بمثله بين أهل الفضل فلما وقف على شعره قال فيه:
يا سيدي والذي يعيذك من * نظم قريض يصدى به الفكر ما فيك من جدك النبي سوى * إنك لا ينبغي لك الشعر ولعمري ما أنصفه ولكن العد ويقول في عدوه ما شاء.
وكانت ولادة الشريف المذكور في سنة خمس وأربعمائة. وتوفى يوم الخميس لعشر بقين من شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
والشجري بفتح الشين المعجمة وفتح الجيم وبعدها راء نسبة إلى شجرة وهي قرية من أعمال المدينة على ساكنها الصلاة والسلام وليس من أجداده من أسمه