به رأيت منه فوق ما كنت أسمع عنه وسمعت منه جملة من الأحاديث وكتبت عنه مقاطيع من شعره ومن جملة أشعاره التي كتبها إلى بخطه الشريف هذه الأبيات:
هل لك يا مغرور من ذاجر * أو حاجز عن جهلك الغامر أمس تقضى وغدا لم يجئ * واليوم يمضى لمحبة الباصر فذلك العمر كذا ينقضي * ما أشبه الماضي بالغابر قال المؤلف عفا الله عنه تعالى ولقد وقفت على ديوان هذا السيد الشريف فرأيت ما هو أبهى من زهرات الربيع وثمرات الخريف فاخترت منه ما يروق سماعه لأولى الألباب ويدخل إلى المحاسن من كل باب فمن ذلك قوله في أول قصيدة يمدح بها الصاحب بهاء الدين:
سفرت لنا عن طلعة البدر * إحدى الخرائد من بنى البدر فأجل قدر الليل مطلعها * حتى تراءت ليلة القدر لو أنها كشفت لآلئها * من فوقها والعقد والثغر لأضاءت الدنيا لساكنها * والليل في باكورة العمر حتى يظن الناس انهم * هجم العشاء بهم على الفجر وحديثها سحر إذا اتسقت * لو كان طعم الشهد للسحر وجبينها بدر التمام إذا * حاذاك لولا كلفة البدر ومنها:
يا لائمي كف الملام فقد * غلب الغرام بها على الصبر فوحق فاحمها الأثيث وهل * في ذلكم قسم لذي حجر إني إلى معسول ريقتها * أظما من البادي إلى القطر عهدي بها والوصل يجمعنا * كاللوز توأمتين في قشر ما شئته شائت وما كرهت * فهو الكريه يحل في صدري نغدوا كلانا وفق صاحبه * ومطيع حكم النهى والامر