حكى أبو الحسن الرضى المذكور عن نفسه قال لما توجهت تلقاء الري في سفارتي هذه فكرت في كلام ألقى به الصاحب فلم يحضرني ما أرضاه وحين استقبلني وأفضى عنانه إلى عناني جرى على لساني (ما هذا بشر ان هذا إلا ملك كريم) فقال الصاحب (إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون) ثم قال مرحبا الف مرحب بالرسول ابن الرسول والوصي ابن الوصي وله شعر كثير الملح والظرف لا يكاد يخلو من لفظ رشيق ومعنى أنيق فمن ذلك قوله:
يا رب أنت على الأمور قدير * وبامرئ جم الذنوب خبير يسر لعبدك من نوالك توبة * فعليك تيسير الأمور يسير وقوله:
وشادن مقرطق * نادمته في المجلس تحكى لنا غرته * بدرا بدا في الحندس جعلت وردى خده * ومقلتيه نرجسي وقوله في الصاحب بن عباد:
مات الموالى والمحب * لأهل بيت أبى تراب قد كان كالجبل المنيع * لهم فصار مع التراب (أبو هاشم محمد بن داود) ابن أحمد بن داود بن أبي تراب علي بن عيسى بن محمد البطحائي بن القاسم ابن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع " المعروف بالعلوي الطبري أحد أعيان السادة المشهورين بالسيادة جم الفضائل حميد الصفات والشمائل يأخذ من الأدب بأوفر نصيب ويحل من الفضل بواد خصيب وكان بينه وبين الصاحب بن عباد مزيد محبة واخلاص وأكيد صحبة واختصاص ومراسلات من النظم والنثر صادرة عن ولاء لا يشوبه رياء وفيه يقول الصاحب ابن عباد رحمه الله تعالى: