وأخرج ابن بابويه في أماليه باسناده عن أبي الجارود عن زياد بن المنذر عن القاسم بن الوليد عن شيخ من ثمالة. قال دخلت على امرأة من تميم عجوز كبيرة وهي تحدث الناس فقلت لها يرحمك الله حدثيني في بعض فضائل أمير المؤمنين " ع " فقالت أحدثك فهذا شيخ كما ترى بين يدي نائم فقلت لها ومن هذا قالت أبو الحمراء خادم رسول الله فجلست إليه فلما سمع حسي استوى جالسا فقال مه فقلت رحمك الله حدثني بما سمعت ورأيت من رسول الله صلى الله عليه وآله يصنعه بعلي " ع " فان الله يسألك عنه فقال على الخبير وقعت أما ما رأيت النبي يصنعه بعلي فإنه قال لي ذات يوم يا أبا الحمراء إنطلق فادع لي مائة من العرب وخمسين رجلا من العجم وثلاثين رجلا من القبط وعشرين رجلا من الحبشة فاتيت بهم فقام رسول الله فصف العرب ثم صف العجم خلف العرب وصف القبط خلف العجم وصف الحبشة خلف القبط ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ومجد الله بتمجيد لم يسمع الخلايق بمثله ثم قال يا معشر العرب والعجم والقبط والحبشة أقررتم بشهادة ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله؟ فقالوا نعم فقال اللهم اشهد حتى قالها ثلاثا فقال في الثالثة أقررتم بشهادة ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وان علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وولى أمرهم من بعدي؟ فقالوا اللهم نعم فقال اللهم اشهد حتى قالها ثلاثا ثم قال لعلي " ع " يا أبا الحسن انطلق فاتني بصحيفة ودواة فانطلق واتاه بصحيفة ودواة فدفعها إلى على ابن أبي طالب وقال اكتب فقال وما اكتب قال اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أقرت به العرب والعجم والقبط والحبشة أقروا بشهادة ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وان علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وولى أمرهم من بعدي ثم ختم الصحيفة ودفعها إلى علي بن أبي طالب فما رأيتها إلى الساعة فقلت رحمك الله زدني قال نعم، خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عرفة وهو آخذ بيد على " ع " فقال يا معشر الخلائق ان الله عز وجل باهى بكم
(٣٧٢)