النار وأنت بنعمة الله ضال تنطق بالكذب وتقاتل على ضلالة وتشترى العقاب بالمغفرة والضلالة بالهدى انظر إلى وجوهنا ووجوهكم وسيمانا وسيماكم واسمع دعوتنا ودعوتكم فليس أحد منا إلا وهو أولى بالحق وبمحمد صلى الله عليه وآله وأقرب إليه منكم فقال أبو الأعور لقد أكثرت الكلام وذهب النهار ويحك ادع أصحابك وأدعوا أصحابي وليأتي أصحابك في قلة ان شاءوا أو كثرة فإني أجئ من أصحابي بعدتهم فسار عمار في اثنى عشر فارسا حتى إذا كانوا بالمنصف سار عمرو بن العاص في اثنى عشر فارسا حتى اختلفت أعناق الخيل خيل عمرو وخيل عمار ونزل القوم واحتبوا بحمائل سيوفهم فتشهد عمرو بن العاص فقال له عمار اسكت فلقد تركتها وأنا الأحق بها منك فان شئت كانت خصومة فيدفع حقنا باطلك وان شئت كانت خطبة فنحن اعلم بفصل الخطاب منك وان شئت أخبرتك بكلمة تفصل بيننا وبينك ونكفرك قبل القيام وتشهد بها على نفسك ولا تستطيع ان تكذبني فيها فقال عمرو يا أبا اليقظان ليس لهذا جئت إنما جئت لأني رأيتك أطوع أهل هذا العسكر فيهم أذكرك الله إن لا كففت سلاحهم وحقنت دماءهم وحرصت على ذلك فعلى م تقاتلونا أو لسنا نعبد إلها واحدا ونصلي إلى قبلتكم وندعو دعوتكم ونقرأ كتابكم ونؤمن بنبيكم؟ فقال عمار الحمد لله الذي أخرجها من فيك إنها لي ولأصحابي القبلة والدين وعبادة الرحمن والنبي والكتاب من دونك ودون أصحابك الحمد لله الذي قررك لنا بذلك وجعلك ضالا مضلا أعمى وسأخبرك على ما أقاتلك عليه وأصحابك ان رسول الله صلى الله عليه وآله امرني ان أقاتل الناكثين وقد فعلت وأمرني ان أقاتل القاسطين وأنتم هم. واما المارقون فلا أدرى أأدركها أم لا أيها الأبتر تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فإني مولى الله ورسوله وعلى مولاي بعدهما قال عمرو لم تشتمني يا أبا اليقظان ولست أشتمك فقال عمار (ره) وبم تشتمني أتستطيع ان تقول انى عصيت الله ورسوله يوما قط فقال عمرو ان فيك لمساب سوى ذلك فقال عمار
(٢٧٥)