المغازي فأعطاني منه وقال أد كتابتك فاديت وأعتقت.
وروى ابن بابويه في كتاب اكمال الدين خبر اسلامه باسناده إلى موسى ابن جعفر " ع " قال حدثني أبي صلوات الله عليه ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع " وسلمان الفارسي وأبا ذر وجماعة من قريش كانوا مجتمعين عند قبر النبي صلى الله عليه وآله فقال أمير المؤمنين " ع " يا أبا عبد الله الا تخبرنا بمبدأ أمرك فقال سلمان والله يا أمير المؤمنين لو أن غيرك سألني ما أخبرته انا كنت رجلا من أبناء أهل شيراز من الدهاقين وكنت عزيزا على والدي فبينا انا سائر مع والدي في عيد لهم إذ انا بصومعة وإذا فيها رجل ينادى اشهد ان لا إله إلا الله وان عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله فرصف حب محمد صلى الله عليه وآله في لحمي ودمي فلم يهنئني طعام ولا شراب فقالت لي أمي مالك اليوم لم تسجد لمطلع الشمس قال فكابرتها حتى سكتت فلما انصرفت إلى منزلي إذ انا بكتاب معلق من السقف فقلت لأمي ما هذا الكتاب فقالت روزبه ان هذا الكتاب لما رجعنا من عيدنا رأيناه معلقا فلا تقرب ذلك المكان فإنك إن قربته قتلك أبوك قال فجاهدتها حتى جن الليل ونام أبى وأمي فقمت فأخذت الكتاب فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من الله إلى آدم " ع " وانه خلق من صلبه نبيا يقال له محمد بأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن عبادة الأوثان يا روزبه أنت وصى عيسى فآمن واترك المجوسية قال فصعقت صعقة وزادني شدة قال فعلم أبى وأمي بذلك فأخذوني وجعلوني في بئر عميقة وقالا لي ان رجعت وإلا قتلناك فقلت لهما افعلا بي ما شئتما فان حب محمد لا يذهب من صدري قال سلمان ما كنت أعرف العربية قبل قراءتي ذلك الكتاب ولقد فهمني الله العربية من ذلك اليوم قال فبقيت في البئر فجعلوا ينزلون إلى أقراصا صغارا قال فلما طال أمرى رفعت يدي إلى السماء فقلت يا رب انك حببت محمدا صلى الله عليه وآله ووصيه إلى فبحق وسيلته عجل فرجى وأرحني مما انا فيه فأتاني آت عليه ثياب بيض فقال قم يا روزبه فاخذ بيدي وأتى بي إلى الصومعة