حجر مؤاخذة أخرى وهي أن الفضل لم يكن ابن العباس كما توهم بل هو أخوه فهو الفضل بن عتبة بن أبي لهب كما صرح به السيد المرتضى قدس سره في المنتقى قال والشعر المشهور عنه هي الأبيات التي أجاب بها الوليد بن عقبة حين قال يرثى عثمان ويحرض الناس على مخالفة أمير المؤمنين " ع " وأول شعره:
ألا أن خير الناس بعد ثلاثة * قتيل التجى الذي جاء من مصر فقال الفضل بن عتبة يجيبه:
الا ان خير الناس بعد محمد * مهيمنه التاليه في العرف والنكر وخيرته في خيبر ورسوله * بنبذ عهود الشرك فوق أبى بكر وأول من صلى وضو نبيه * وأول من أردى الغواة لدى بدر فذاك على الخير من ذا يفوته * أبو حسن حلف القرابة والصهر قال وابن حجر وأضرابه في الحقيقة في مثل هذه الاشتباهات معذورون لأنهم عن معرفة أهل البيت والعلم بأحوال بنى هاشم بعداء مهجورون. وأما السيد المرتضى وهو أحد ذرية أهل البيت " ع " وصاحب البيت أدرى بالذي فيه قال المؤلف لا شك أن العباس بن عتبة كان له ولد أسمه الفضل وهو أحد شعراء بنى هاشم المذكورين وفصحائهم المشهورين وقد تقدم ان أمه أمينة بنت العباس بن عبد المطلب لا يخالف في ذلك أحد من علماء النسب وسيأتي ترجمته في الطبقة الحادية عشر إن شاء الله. فمؤاخذة القاضي الثانية لا محل لها ولا يبعد أن يكون العباس أخ أسمه الفضل أيضا.
وأعلم أن الأبيات التي نسبها القاضي إلى الفضل بن عتبة مجيبا بها الوليد ابن عقبة ذكرها الشريف المرتضى في كتاب الفصول وعزاها إلى الفضل بن عتبة أيضا وذكر أبو جعفر الطبري في تاريخه انها الفضل بن العباس بن عبد المطلب وهو باطل لأن الفضل بن عباس بن عبد المطلب لم يدرك خلافة عثمان باتفاق المؤرخين وقد تقدم تاريخ وفاته والاختلاف فيه ولم يذكر أحد انه بقى إلى زمن